مصير ساكنة تندوف بعد تنزيل قرار الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

10 نوفمبر 2025 16:25
رياح الربيع العربي تهب على مخيمات تندوف و«القيادة الفاسدة للبوليساريو»

هوية بريس- متابعات

أكد الدكتور سيدي علي ماء العينين في حوار صحفي مصور، أن عودة إخواننا المحتجزين في مخيمات تندوف إلى أرض الوطن تمثل محطة أساسية في مسار الوحدة الوطنية، مشددًا على أن هذه العودة ستكون في إطار من التنظيم والانضباط، وليس الفوضى أو “السيبة” كما قد يعتقد البعض.

وأوضح الدكتور المتخصص في شؤون الصحراء المغربية، أن مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 تضمن بوضوح مرحلة نزع السلاح باعتبارها خطوة ضرورية لضمان عودة سلمية ومدنية لجميع الصحراويين الراغبين في الالتحاق بوطنهم.

وأشار إلى أن كل من سيعود إلى المملكة سيدخل بصفة مدنية، مهما كانت رتبته السابقة في ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، مبرزًا أن من يرغب في مواصلة العمل العسكري يمكنه أن يساهم بخبرته ضمن هياكل القوات المسلحة الملكية المغربية وفقًا لما ينص عليه مشروع الحكم الذاتي.

وأضاف أن عملية نزع السلاح وتسليمه للأمم المتحدة تعد خطوة مبدئية وأساسية، لافتًا إلى أن الأسلحة التي وفرتها الجزائر لما يسمى جبهة البوليساريو لم تعد ذات قيمة في ظل التطور الكبير الذي شهدته الصناعات العسكرية الحديثة.

وشدد الدكتور ماء العينين على أن العائدين سيجدون وطنهم مستعدًا لاستقبالهم، مؤكدًا أن “المغرب طوى صفحة الماضي، وقال عفا الله عما سلف، ويمد يده لكل أبنائه دون استثناء”.

كما دعا إلى نبذ كل أشكال التمييز أو النظرة الدونية تجاه العائدين من تندوف، مبرزًا أن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تضامن وتلاحم وطني من أجل بناء المستقبل المشترك وتجاوز آثار الحرب الباردة والصراعات القديمة.

وفي معرض حديثه، ذكّر الدكتور ماء العينين بأن العقيدة المغربية الأصيلة تقوم على “مدّ اليد” والسعي إلى المصالحة، مستندًا في ذلك إلى الخطاب الملكي السامي الذي أكد فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أنه ملك لجميع المغاربة، ودعا فيه أبناء تندوف إلى العودة إلى وطنهم الأم.

واعتبر المتحدث أن نداء جلالة الملك موجّه أيضًا إلى القيادة الجزائرية من أجل العودة إلى طاولة الحوار والتواصل، وإعادة بناء العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، مشيرًا إلى أن المغرب لا يدعو إلى السلام من موقع ضعف، بل من منطلق القوة والحكمة والإيمان بوحدة المصير المشترك.

وختم الدكتور سيدي علي ماء العينين تصريحه بالتأكيد على أن خير الجزائر والمغرب والمنطقة المغاربية ككل يكمن في تحقيق السلم والاستقرار وفتح المجال أمام الاستثمارات العالمية، بما يتيح فرص الشغل والعيش الكريم، مشددًا على أن منطقة الصحراء ستكون بوابة المغرب نحو عمقه الإفريقي، وأن المستقبل اليوم هو للاقتصاد والتنمية واللحمة الاجتماعية، لا للأيديولوجيات القديمة.

وختم بالقول إن المغرب، بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، سيظل منفتحًا ومسالمًا ومحبًا للسلام، متمسكًا بالإجماع الوطني حول قضاياه العادلة، ومواصلاً مسيرته في البناء والتنمية والوحدة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة