الكنبوري يتحدث عن الدكتور النجار وخدمته للقرآن الكريم والإعجاز العلمي

11 نوفمبر 2025 00:29
المحاضرة الختامية.. د. زغلول راغب النجار - المؤتمر العالمي 4 للباحثين في القرآن الكريم وعلومه بفاس

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري

توفي العلامة الدكتور زغلول راغب النجار عن 91 عاما رحمة الله عليه، بعد حياة عامرة كرسها لخدمة القرآن الكريم والإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، قدم خلالها العشرات من الكتب العلمية حتى صار رائد الإعجاز العلمي في العالم العربي والإسلامي وخارجه.

والنجار رحمه الله خريج جامعة ويلز البريطانية في علم الجيولوجيا، وحول تخصصه الدقيق لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية والتعريف بالاسلام في أوروبا وأمريكا.

وقد أثارت أعمال الدكتور النجار رحمه الله جدلا واسعا وسط العلماء المسلمين بين مؤيد ومعارض لقضية التفسير العلمي للقرآن، واتهمه البعض بالغلو في ذلك، بسبب رفض نظرية الإعجاز العلمي في القرآن من الأساس.

ولكن الدكتور النجار رحمه الله قدم الكثير في خدمة نظرية الإعجاز العلمي مهما كانت عثراته، ويعترف له بخوض هذا المجال متسلحا بالمعرفة العلمية والشرعية معا.

ومهما يكن فإن التفسير العلمي للقرآن والسنة أداة لتقريب الإسلام إلى الناس في عصر يزعم البعض فيه أنهم لا يؤمنون بغير العلم، وإذا كان السابقون قد تحدثوا عن الإعجاز اللغوي والبلاغي في القرآن فلم لا يكون هناك إعجاز علمي؟ وهل القرآن ليس سوى مجرد لغة وفصاحة؟

والذين يهاجمون التفسير. العلمي للقرآن والسنة لا يرون كيف أن اليهود رغم تحريف كتابهم يفسرون التوراة تفسيرا علميا رغم أن العلم لا يعترف بأي شيء فيها، ورغم أن علماء ياهودا وغير ياهود أثبتوا أن التوراة ضد العلم، ومع ذلك يصرون على التفسير العلمي للتوراة حتى إنهم اختلقوا تاريخا مزيفا لفلسطين واختلقوا جغرافيا توراتية كاذبة وقصة كاذبة عن طوفان نوح.

والغرابة أن بعض من يهاجمون الإعجاز العلمي للقرآن ويرفضون التفسير العلمي للقرآن من العلمانيين ويسخرون منه هم أنفسهم من يشيدون بتفسير الشيخ محمد عبده الذي قال إن الطير الأبابيل المذكورة في القرآن هي البعوض والذباب أو مرض الجذري، مع أن هذا التفسير تفسير أراده محمد عبده علميا لكن هؤلاء يعتبرونه تجديدا في التفسير، علما بأن محمد عبده تراجع عن ذلك التفسير لاحقا.

وللناس مدارك في الاقتناع والفهم، فبعضهم تقنعه اللغة وبعضهم تقنعه العقيدة وبعضهم يقنعه الدليل العلمي وبعضهم تقنعه المقارنة بين الأديان وبعضهم يقنعه اللحن، والناس طبقات، وقد أسلم نصارى بسبب ترتيل الشيخ خليل الحصري أو تجويد صديق المنشاوي أو ترنم عبد الباسط عبد الصمد، وأسلم آخرون بسبب معرفة تحريم أكل لحم الخنزير في القرآن، وأسلم غيرهم بسبب الغوص في أعماق البحار، وأسلم آخرون بسبب صمود شعب فلسطين، ولم يسلم آخرون رغم أنهم رأوا كل هذا وغيره.

وكان الشيخ المصري طنطاوى جوهري في بداية القرن العشرين أول من بدأ التفسير العلمي للقرآن في تفسيره الشهير “الجواهر في تفسير القرآن” في 13جزءا، وكتب عالم التشريح الفرنسي موريس بوكاي كتابه المعروف “الإنجيل والتوراة والقرآن والعلم” بعد إسلامه، وهو كتاب كان له صدى كبير في الغرب أسلم كثيرون به، كما كتب وحيد الدين خان الهندي كتابه الأشهر”الإسلام يتحدى”.

رحم الله الدكتور زغلول النجار وأسكنه فسيح جناته.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة