انعدام المراحيض العمومية بمدينة الرباط

انعدام المراحيض العمومية بمدينة الرباط
هوية بريس – عبدالسلام حجي
مدينة الرباط العاصمة الإدارية ومدينة الأنوار وهي المدينة المقبلة عل استقبال الآلاف من الزوار في أفق السنوات المقبلة، لا توجد بها مراحيض عمومية إلا قلة القليل منها وفي بعض الأحياء الهامشية القليلة.
هل هذا الشأن المجتمعي المهم، هو دور من أدوار الجماعة الحضرية أو مجلس المدينة أو دور باقي الجهات المسؤولة عن التخطيط وإدارتها الوصية، لجعل مدينة الرباط مدينة الأنوار في أفق سنة 2030؟
هما كان الجواب، فهذا الأمر لا يخلو أهمية و يهم الساكنة الرباطية جمعاء وغيرها ، فمهما تم تزيين المدينة والعناية بطرقها وجمالها ، فهذا الأمر يثير الاشمئزاز الكبير لدى الرباطيين لما نرى أن عددا من الأشخاص يقضون حجاتهم الطبيعية الصغيرة وحتى الكبيرة أحيانا في الشارع العام، بل وسط العاصمة وفي الاحياء الرئيسية من المدينة ، ناهيك عن مسببات الروائح الكريهة التي تنتج عن هذه الظاهرة وإضرار البيئة، هذا المشكل يثير الاستغراب أيضا لدرجة تجعل المرأ يتساءل عن مدى حضور من يهمهم الأمر لمعالجة هذه الظاهرة الغريبة التي تبدو للوهلة الأولى أنها سهلة وعادية، في حين أن عواقبها أكبر مما يتصور المرأ ودلالات مستفزة لما نشاهده في هذا القرن، والتي لا تمت إلى الأخلاق حتى؛ لا يمكننا الحديث عن التنمية الحضرية وعن الرقي في المجتمع أو المدينة و العناية بجماليتها مهما ما يتم إنفاقه من أجل ذلك، مع إهمال هذا الموضوع وما يسببه من مشاكل مظهرية ونفسية، وهو توفير المراحيض العمومية في شتى أحياء مدينة الرباط سواء مجانية أو بالأداء، خاصة في المناطق التي تكون وجهة للسياح المغاربة والسياح الأجانب، يكفي أن أسرد هنا مثالا حيا على عيب عدم توفر المدينة على مراحيض عمومية، وهو أنه في هذه الأيام سأل ثلاثة من الأجانب السياح أحد الأشخاص وهو مغربي في قلب مدينة الرباط العاصمة عن موقع المراحيض العمومية لحاجاتهم الملحة والطارئة ، فلم يجد هذا الأخير بد إلا أن يرشدهم على إحدى المقاهي المجاورة، نعم، لعدم وجود مراحيض القرب.
لماذا لا يتم تعميم فكرة إقامة مراحيض عمومية نسميها مراحيض القرب في معظم أحياء مدينة الرباط وهي مشاريع مربحة على جميع الأصعدة المادية والمعنوية، وهي وسيلة كذلك تساعد على التشغيل لفئات معينة وتساعد كذاك على محاربة البطالة إذ على الأقل سيتم تشغيل ثلاثة أو أربعة أشخاص بها بالتناوب وهذا يعني إنقاذ 3 أو 4 أسر، لأنها تدر مداخيل يومية مهمة، والتشجع على الاستثمار في هذا الشأن الذي لا يجب أن نبخس مردوديته؛
عكس ما هو معمول به في مدينة أخرى مجاورة والتي وضعت مراحيض عمومية مجانية، فالمجانية لن تبعث على النظافة المرجوة بل أعتقد أن تكون هذه المراحيض بأثمنة رمزية كدرهم واحد أو درهمين مقابل تلك الخدمة التي يؤديها المنظفون أو المنظفات العاملين عليها والساهرين على دوام نظافة هذه المراحيض.
فمهما ما تم صرفه على مدينة الرباط من أموال باهضة لجعلها مدينة الأنوار ومدينة راقية فلن يتأتى لها ذلك دون الرقي بالبيئة والنظافة، ومن أجل ذلك فقد حان الوقت للتفكير في توفير المراحيض العمومية بمدينة الرباط وتعميم الفكرة على باقي المدن المغربية الأخرى.



