أطفال المسلمين أغلى والمسنُّون بالمجان.. فضيحة “سياحة قنص البشر” تعود لتُطارد أوروبا!

15 نوفمبر 2025 19:54
لقطات أرشيفية لمدينة سراييفو تحت الحصار

هوية بريس – متابعات

عاد واحد من أكثر الملفات دموية وغموضاً في حرب البوسنة والهرسك إلى الواجهة، بعدما أعلن القضاء الإيطالي في ميلانو فتح تحقيق رسمي في ما عُرف إعلامياً بـ“رحلات السياحة لقنص البشر” التي استهدفت مدنيين ـ بينهم أطفال ـ في العاصمة البوسنية سراييفو خلال تسعينيات القرن الماضي.


بداية التحقيق بعد بلاغ كاتب إيطالي

فتح مكتب الادعاء العام في ميلانو التحقيق بناءً على بلاغ تقدّم به الكاتب الإيطالي إيزيو جافازيني، مرفقاً بوثائق وشهادات جديدة حول وجود أجانب شاركوا في عمليات قنص مدنيين أثناء حصار سراييفو.

وعقدت النيابة العامة اجتماعاً موسعاً ضم المدعي العام ومحققين من وحدة العمليات الخاصة للشرطة الإيطالية، لتحديد الوثائق المطلوب الحصول عليها والخطوات المقبلة، وعلى رأسها الاستماع إلى الشهود الوارد ذكرهم في البلاغ.

شهادات قديمة واتهامات متجددة

كانت الصحافة الدولية قد تناولت قبل 30 عاماً قضية “رحلات القنص”، وتكررت الشهادات عنها في وثائقيات ومحاكمات، منها محاكمة قائد جيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش في لاهاي.

وفي عام 2007، قدّم رجل الإطفاء الأمريكي السابق جون جوردان شهادة قال فيها:

“كان واضحاً أنهم ليسوا من السكان المحليين… طريقة لباسهم وأسلحتهم جعلتني أعتقد أنهم سياح جاؤوا من أجل القنص”.

وثائق استخباراتية بوسنية… ومتطوعون صرب يكشفون

وفق البلاغ، علم الكاتب جافازيني من مصدر بوسني أن الاستخبارات البوسنية أبلغت نظيرتها الإيطالية في أواخر 1993 بوجود ما لا يقل عن خمسة إيطاليين كانوا يتمركزون على التلال المحيطة بسراييفو لإطلاق النار على المدنيين.

ويؤكد عميل سابق في الاستخبارات البوسنية أن المعلومات وصلت من خلال استجواب متطوع صربي أُسر خلال القتال، وأن الأخير كشف عن سفر خمسة أجانب من بلغراد إلى البوسنة، ثلاثة منهم إيطاليون.

وأوضح أن الاستخبارات الإيطالية تحركت آنذاك، وخلال أشهر قليلة أخبرت الجانب البوسني بأنها اكتشفت أن الرحلات كانت تنطلق من مدينة ترييستي، وأنها نجحت في وقفها.

“تعريفة القتل”.. الأطفال الأغلى ثمناً

يتضمن البلاغ أيضاً معلومات خطيرة من “تسريبات” حول الأسعار التي كانت تُدفع لاستهداف الضحايا:

  • الأطفال: الأعلى ثمناً

  • الرجال بزي عسكري: في المرتبة الثانية

  • النساء: أقل تكلفة

  • المسنون: “يُقتلون مجاناً”

ويذكر البلاغ أن المشاركين كانوا من أثرياء مولعين بالسلاح، وأن بعضهم على صلة باليمين المتطرف، وكانوا يُنقلون تحت غطاء رحلات صيد قانونية عبر صربيا.

وثائقي “سفاري سراييفو” يفتح الجراح من جديد

لعب فيلم “سفاري سراييفو” (2022) دوراً مهماً في إعادة تحريك الملف، بعدما قدّم شهادات جنود سابقين تحدثوا عن وجود:

  • أمريكيين

  • كنديين

  • روس

  • إيطاليين

يدفعون المال لاختبار تجربة الحرب عبر قنص المدنيين من أعالي سراييفو، وهو ما نفاه محاربون صرب سابقون.

اتّهام الاستخبارات الصربية ودور لستانيشيتش

تزعم الاستخبارات البوسنية أن جهاز الأمن الصربي كان يقف وراء هذه الرحلات، عبر شركة طيران صربية، وأن المسؤول الأمني يوفيتسا ستانيشيتش (المدان لاحقاً بجرائم حرب) لعب دوراً محورياً في تنسيقها.

تحرك رسمي بوسني سابق

ذكّرت عمدة سراييفو السابقة، بنجامينا كارتيش، بأنها قدّمت بلاغاً جنائياً في 2022 ضد مجهولين تورطوا في هذه الأنشطة، وأنها أحالت بلاغاً آخر إلى نيابة ميلانو في 2023 عبر السفارة الإيطالية.

وقالت:

“نحن مستعدون للشهادة… ولن نسمح أن يبقى هذا الملف طيّ النسيان”.

“أوغاد سراييفو”.. شهادة أخرى على الرعب

في كتابه “أوغاد سراييفو” (2014)، تحدّث الصحافي الإيطالي لوكا ليوني عن “حزم سياحية كاملة” كانت تُباع للأجانب الراغبين في عيش تجربة القتال، تشمل قنص المدنيين من فوق مرتفعات سراييفو.

وشرح ليوني كيف كان بعض الأثرياء يدفعون عند نقاط تفتيش صربية للانضمام إلى “عطلة نهاية أسبوع من القتل”، تحت حماية مسلحين يضمنون لهم الإفلات من العقاب.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة