دواعشنا ودواعشهم

17 نوفمبر 2025 14:26
النظريات الفلسفية الثلاث التي أطرت القراءة المعاصرة للقرآن عند الدكتور محمد شحرور

دواعشنا ودواعشهم

هوية بريس – د.أحمد الشقيري الديني

أصبحت داعش تطلق على كل ما يرمز للإرهاب الهمجي الغير منضبط لقوانين الحرب والسلم؛ فبإمكاننا اليوم إضافة فعل دعش يدعش فهو داعشي لقاموس اللغة، بمعنى: استعمل العنف الشديد في غير محله أو لجأ إلى القوة المفرطة الغير متناسبة مع عقوبة الجريمة.

فمن عذب أسيرا في الحرب أو قتل راهبا متعبدا أو امرأة غير محاربة فقد دعش بهم لأنه استعمل العنف الشديد في غير محله وأيضا على سبيل المثال: من قلع أظافر سارق ثم قطع يده فقد دعش به لأنه لجأ لعقوبة غير متناسبة مع الجرم..!

اليوم يستيقظ العالم على صدمة/جريمة تم التستر عليها منذ أزيد من ثلاثة عقود إلى أن كشفت خيوطها كبريات الصحف العالمية إثر مقال للكاتب الإيطالي إيتيسيو غافازيني تحدث عن معلومات تفيد بأن نشاطا قام به أثرياء مترفون من دول غربية متعددة بتنسيق مع مجرمي الحرب الصرب إبان حصار مدينة ساراييفو عاصمة البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، يقضي بأن يدفع هؤلاء الأثرياء مبالغ مالية تصل إلى 90 ألف دولار للفرد من أجل الاستمتاع بما أصبح يطلق عليه في الصحافة الغربية ب سياحة القنص حيث يتمركز السائح/المجرم على التلال المطلة على سراييفو حاملا بندقيته أو رشاشته ليصطاد المارة من المدنيين المسلمين أطفالا ونساء فيرديهم بين قتيل وجريح منتشيا بما حققه من دعشنة.

تتحدث المصادر عن مقتل أزيد من 10 آلاف مدنيا بين عامي 1992و 1996.

اليوم بعد خروج الفضيحة للعلن تفتح السلطات الإيطالية تحقيقا بشأن هذه الادعاءات، وربما تسير المحاكم الفرنسية والألمانية على خطاها لأن أثرياء من هذه الجنسيات متهمة كذلك بهذه الداعشية المقرفة.

هذا ليس حدثًا في مدينة سراييفو وقع بالأمس وخرج اليوم للعلن، بل هو اختبارٌ عالميٌّ للوعي الإنسانيّ وللقيم الأخلاقية الغربية وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

في الآونة الأخيرة تلقت القيم الغربية ضربات موجعة بدأ بساحة غزة حيث الغطاء السياسي والسند الغربي اللامحدود للآلة العسكرية الصهيونية في مواجهة شعب أعزل محاصر ينشد الحرية والعدالة والاستقلال.

ثم هذه الفضيحة في البوسنة التي تعرب عن اعوجاج خطير في الشخصية الغربية تجاه المخالف في الانتماء..

هو اعوجاج في أعماق هذه الشخصية المنفلتة من القيم الدينية والتي لم تعوضها قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. فلسفة الأنوار التي يتربى عليها النشؤ في مراكز الثقافة والتكوين..

إنه خلل واعوجاج في الشخصية الأوروبية بنبئ عن إفلاس تلك القيم وأنها لن تستهوي بعد اليوم الشعوب الأخرى التي يراد لها أن تنسلخ من قيمها وثقافتها وحضارتها لتعيش على فتات الحضارة الغربية.

قتل شخص واحد جريمة لا تغتفر، واصطياد مدنيين عزل كما تصطاد الأرانب والغزلان أمر فيه نظر!

اقرأوا تاريخ الحروب التي خاضتها الجيوش الإسلامية إبان قوتها وازدهار حضارتها لتتعلموا ثقافة الحرب والسلم عندما تنضبط لقيم السماء، ولا تقارنوها بدواعش خرجوا من جحيم المعاناة والإفلاس الأخلاقي تم تضخيمهم لتشويه الجهاد الإسلامي.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
15°
الجمعة
15°
السبت
16°
أحد
16°
الإثنين

كاريكاتير

حديث الصورة