تمكين الكفاءات قبل تمكين المناصب.. إرثُ العلم أساسُ القيادة الناجحة

19 نوفمبر 2025 18:21

هوية بريس – ذ.نبيل العسال

تمكين الكفاءات قبل تمكين المناصب: إرثُ العلم أساسُ القيادة الناجحة

1) وراثة العلم والحكمة لا وراثة الكراسي ولا المال

قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ﴾ [النمل:16]
وهذه الوراثة -كما أجمع المفسرون- هي وراثة العلم والحكمة والنبوة والفهم والحركة القيادية،
وليست وراثة المال، لأن: الأنبياء لا يورّثون مالًا
إرثهم الحقيقي هو العلم والمعرفةوالدليل قول النبي ﷺ: إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.»
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد. وصححه الألباني.
وقوله ﷺ «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة» رواه الشيخان .
وهذا يثبت بوضوح أن ما ورثه سليمان عليه الصلاة والسلام عن داود كان علمًا وقدرة وكفاءة.

2) رغم أن سليمان عليه الصلاة والسلام لم يكن الابن الوحيد من الثابت أن داود عليه الصلاة والسلام كان له أبناء عديدون كما ذكر العديد من المفسرين،

حيث تذكر بعض الروايات أنهم كانوا أحد عشر ولدًا أو قريبًا من ذلك.
ومع ذلك، لم يُمكّن سليمان عليه الصلاة والسلام لأنه “الابن الوحيد” أو الأقرب،
بل لأنه:
○ الأكثر علمًا
○ الأعمق فهمًا
○ الأكفأ قيادة
○الأجدر بتحمّل مسؤولية الحكم
وهذا دليل قاطع على أن القيادة في الشرع لا تُعطى بالقرابة، بل بالكفاءة.

3) إثبات الكفاءة قبل تسلّم المنصب

قال تعالى: ﴿وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النمل:16]
تصريح من سليمان عليه الصلاة والسلام بامتلاك العلوم والمهارات قبل تولّيه الحكم.

4) موقفه في الحكم وهو صغير

قال تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ [الأنبياء:79].
في حادثة الخصمين، فهّمه الله عليه الصلاة والسلام حكمًا دقيقًا فاق به داود عليه الصلاة والسلام،
فكان هذا برهانًا عمليًا على كفاءته قبل القيادة.

√ معنى الحكمة

الآيات والوقائع تشير بوضوح إلى أن سليمان عليه الصلاة والسلام:
○ ورث العلم لا المال
○ كان الأكفأ من بين أبناء داود الكُثُر
○ امتلك حكمةً وفهمًا وسدادًا مبكرًا
○ أُعطي أهلية قيادية قبل أن يُعطى منصبًا
مُنح القيادة لأنه مُمكّن علميًا، لا لأنه “أقرب الناس” أو “أكبرهم” وهذا يرسّخ قاعدة إدارية عظيمة:
القيادة تُبنى على الكفاءة لا على القرابة فقط .

√ تطبيقات الحكمة في تسيير المؤسسات

1) القيادة قدرة لا لقب

التركيز القرآني على:
○ “عُلِّمْنَا” – علم
○ “فَفَهَّمْنَاهَا” – حكمة
○ “وَأُوتِينَا” – أدوات وقدرات
يعكس شروط القيادة .

2) التوريث الإداري هو توريث خبرات لا كراسي

كما ورث سليمان عليه الصلاة والسلام:
○ العلم
○ الفهم
○ الحركة
○ الخبرة
فالمؤسسات تُورّث:
○ المعرفة
○ التجربة
○ الحكمة
○ القدرة على اتخاذ القرار
وليس مجرد منصبٍ .

3) إعداد القائد البديل قبل الحاجة إليه

قوله تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾
يشير إلى تهيئة مبكرة—أساس التخطيط للإحلال الوظيفي_ .
4) المعرفة أولى من العلاقات
لم يُذكر أن سليمان عليه الصلاة والسلام مُكِّن لأنه أصغر أو أكبر أو أقرب، بل لأنه أعلم وأقدر وأحكم.

√ خلاصة:

سليمان عليه الصلاة والسلام مُكِّن لأنه الأكفأ علمًا وفهمًا وحكمة،
ولم يكن الابن الوحيد، بل كان بين عدة أبناء،
ومع ذلك قُدّم عليهم جميعًا لأن الأنبياء يورّثون العلم لا المال،
والكفاءة هي أساس القيادة في الشرع وفي الإدارة الناجحة .

√ الحكم المستخلصة حول التسيير الإداري:

1) نجاح المؤسسات مرهون بتمكين الأكفأ لا الأقرب.
2) المعرفة والخبرة معياران أساسان لتسلّم المناصب.
3) إعداد القادة البدلاء ضرورة لضمان استمرارية المؤسسة.
4) المنصب يُبنى على الكفاءة، لا على القرابة أو الأقدمية.
5) نقل الخبرة والحكمة أهم من نقل الكراسي والمسؤوليات الشكلية.
6) التمكين الحقيقي يبدأ بالعلم… وينتهي بالقيادة الناجحة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة