إطلاق نار واعتقال الرئيس.. انقلاب جديد يضرب غرب إفريقيا

هوية بريس – متابعات

أعلنت قيادة عسكرية في غينيا بيساو، الأربعاء، سيطرتها “الكاملة” على البلاد وتعليق العملية الانتخابية وتوقيف الرئيس المنتهية ولايته عمر سيسوكو إمبالو، في وقت كانت البلاد تترقب نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت الأحد الماضي.

إطلاق نار قرب القصر وسيطرة عسكرية على المداخل

قرابة منتصف النهار، سُمع إطلاق نار قرب القصر الرئاسي، بينما انتشر عناصر بزي عسكري في الطريق المؤدي إليه، في بلد شهد تاريخيًا أربعة انقلابات وعدة محاولات فاشلة منذ الاستقلال.

وشهدت المنطقة المحيطة بالقصر حالة هلع كبيرة، إذ فرّ مئات المواطنين سيرًا أو عبر المركبات بحثًا عن مأوى وسط دوي إطلاق نار كثيف ومتكرر.

بيان عسكري: “استعادة النظام” واعتقال الرئيس

في وقت لاحق، ظهر الجنرال دينيس نكانها، قائد القوة العسكرية الملحقة بالرئاسة، محاطًا بعناصر مسلحين داخل مقر قيادة الأركان، معلنًا أن “القيادة العليا لاستعادة النظام، المكوّنة من جميع فروع الجيش، تولّت إدارة البلاد حتى إشعار آخر”.

وقال نكانها إن “القيام بهذه الخطوة جاء لضمان الأمن الوطني واستعادة النظام”، مشيرًا إلى أن المخابرات العامة كشفت “خطة لزعزعة استقرار البلاد بمشاركة تجار مخدرات محليين”، إضافة إلى دخول “أسلحة موجّهة لتغيير النظام الدستوري”.

وأكد ضابط عسكري لوكالة فرانس برس توقيف الرئيس إمبالو ووضعه في “سجن داخل مقر الأركان”، مشددًا على أنه “يحظى بمعاملة جيدة”. كما أكدت مصادر أخرى اعتقال قائد الأركان ووزير الداخلية.

تعليق الانتخابات وإغلاق الحدود

أعلن الجنرال نكانها تعليق “العملية الانتخابية برمتها”، وإغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، وفرض “حظر تجول إلزامي”، داعيًا المواطنين إلى الهدوء.

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان كل من معسكر الرئيس ومعسكر مرشح المعارضة فرناندو دياس دي كوستا الفوز بالانتخابات، في ظل انتظار النتائج الرسمية التي كانت متوقعة أمس الخميس.

هجوم على مقر اللجنة الانتخابية

أكدت اللجنة الوطنية للانتخابات أن مقرها تعرّض، صباح الأربعاء، لهجوم نفذه مسلحون مجهولون. ويأتي ذلك في سياق توتر انتخابي تصاعد بعد استبعاد “الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر”، الحزب التاريخي الذي قاد البلاد إلى الاستقلال سنة 1974، من الانتخابات الرئاسية والتشريعية بدعوى تأخره في إيداع ملف الترشيح.

ووصفت المعارضة هذا الاستبعاد بأنه “تلاعب” بنزاهة العملية الانتخابية.

دولة فقيرة ومركز لتهريب المخدرات

تعد غينيا بيساو من أفقر دول العالم، إذ يعيش نحو 40% من سكانها تحت خط الفقر، كما تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مركز رئيسي لتهريب المخدرات بين أمريكا الجنوبية وأوروبا، مدفوعة بالاضطراب السياسي المزمن وضعف مؤسسات الدولة.