ندوة المرزوقي تفجر سجالا بين ويحمان ومسكين

ندوة المرزوقي تفجر سجالا بين ويحمان ومسكين
هوية بريس – متابعات
اندلع جدل واسع بسبب الندوة التي سنظمتها جريدة صوت المغرب حول قراءة في رحلة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، بمشاركة رئيس الحكومة المغربي السابق سعد الدين العثماني، الأمر الذي تحول إلى مواجهة علنية بين أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والصحفي يونس مسكين.
حيث كتب مسكين في تدوينة سابقة: “أعلن وأنا في كامل قواي العقلية أنني نادم على شي نهار نقلت فيه شيئا عن شخص اسمه احمد وايحمان أو تقاسمته أو تعاطفت معه وأعتذر عن ذلك وأستغفر الله وأتوب إليه!”.
وجوابا على التدوينة أصدر أحمد ويحمان بلاغا توضيحيا إلى الرأي العام جاء فيه:
“على إثر التدوينة التي نشرها السيد يونس مسكين، والتي قدّم فيها بصورة ملتبسة “توبته” و“ندمه” عن أي تعاطف أو أي تعاون سابق مع شخصي الفقير إلى رحمة الله، وعلى إثر اتصالات كثيرة من أصدقاء في المغرب والمهجر يستفسرون عما ” جرى ” ؟ وسياق هذه التدوينة، يهمّني أن أوضح للرأي العام ما يلي:
إن أصل الموضوع ليس خلافًا شخصيًا، وإنما يتعلق بموقف مبدئي واضح من إقدام جريدة “صوت المغرب” الإلكترونية على تنظيم ندوة يكون ضيفها الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، ومحاورُه فيها رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، الذي وقّع اتفاقية التطبيع مع كيان الإبادة الجماعية.
وقد جاء موقفي هذا في خضمّ لحظة تاريخية دامية، تشهد فيها غزة إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا غير مسبوقين هزا وما يزال يهزان العالم، وكذا الضفة و مذابحها اليومية والمسجد الأقصى انتهاكات واستباحة مستمرة، وفي وقتٍ كانت فيه المسيرات الحاشدة والمليونية تجوب شوارع الرباط وسائر مدن المغرب، تنديدًا بالتطبيع والمطبّعين، وهي المسيرات التي واكبتها “صوت المغرب” نفسها وسمعت فيها جيدًا هتافات المغربيات والمغاربة بإدانة اتفاقية العار.
وقد كان جوابي على دعوة الحضور واضحًا ومختصرًا، وجاء كما يلي، وبالحرف:
“موجود خارج الوطن. شكرًا على الدعوة. وأحتج على تطبيع صوت المغرب مع التطبيع باستدعاء رئيس الحكومة الذي وقّع على التطبيع”.
.. وهو جواب لا يتضمن أي إساءة شخصية، وإنما يعبّر وحسب عن رفض مبدئي لتعويم وتبييض رموز التطبيع إعلاميًا، في لحظة يسقط فيها الأطفال والنساء تحت القصف، وتُنتهك فيها المقدسات، وتغلي فيها شوارع المغرب غضبًا واحتجاجا.
إن القضية وما فيها هي أن الأمر يتعلق برفض أي محاولة لتبييض فعل التطبيع وتقديم موقّعيه كفاعلين عاديين في النقاش العمومي.
وإذ نقدّم هذا التوضيح، كمناهضين للتطبيع، نجدد فهمنا وموقفنا بأن : معركتنا ليست مع الأشخاص، بل مع المواقف والسياسات، ومع كل ما يمسّ فلسطين، ودماء أهلها، وثوابت الأمة بما فيها أمن واستقرار ووحدة الوطن التي يهددها التطبيع أيما تهديد”.
من جهته عاد يونس مسكين عقب جدل التدوينات والتدوينات المضادة من الأنصار والمعارضين بتدوينة كتب فيها “لا أرغب في تمطيط الموضوع، وأتفهم تدخلات الفضلاء، وأكتفي بالقول إن سبب ما كتبته عن وايحمان هو إساءة شخصية أعقبت موقفه الخرافي، والذي يبقى “مشروعا”.. لم يحصل شيء وربي فرق الريوس باش ترتاح”.
هذا السجال كشف حجم التوتر بين بيان ويحمان الذي شدد على أن المعركة مع السياسات لا الأشخاص، ورد مسكين الذي اعتبر الأمر مجرد رد فعل شخصي، بقيت القضية تعبيرا عن مزاج عام محتقن، وعن خطوط تماس حادة ما بين مناهضي التطبيع ومن يعتبرون النقاش العمومي مفتوحا دون قيود، وبين من يتخذون مواقف بناء على قناعات وقضايا صلبة ومن يمارس مهنة ربما تكون لديه إكراهات واختيارات مختلفة.



