الثلوج تغطي أزيد من 19 ألف كيلومتر مربع بالمغرب.. رصيد مائي وبيئي واعد

17 ديسمبر 2025 08:14

الثلوج تغطي أزيد من 19 ألف كيلومتر مربع بالمغرب.. رصيد مائي وبيئي واعد

هوية بريس – متابعات

كشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن التساقطات الثلجية التي عرفها المغرب خلال الأيام الأخيرة غطّت مساحة إجمالية تُقدّر بحوالي 19.189 كيلومترا مربعا على الصعيد الوطني، وذلك استنادا إلى معطيات خرائط تغطية الثلوج والجليد المعتمدة على صور الأقمار الاصطناعية والرصد الميداني.

وأوضحت المديرية، في معطيات قدمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن الغطاء الثلجي يتركز أساسا بسلاسل الأطلس الكبير والأطلس المتوسط، حيث همّت التساقطات المناطق التي يتراوح علوها ما بين 1400 و1700 متر، بسمك تراوح بين 10 و60 سنتيمترا.

وسُجلت أعلى سماكات الثلوج بجبل أزوركي بإقليم أزيلال بـ45 سنتيمترا، فيما بلغت 15 سنتيمترا بكل من زاوية أحنصال وتبانت، و12 سنتيمترا بجبل إتزر بإقليم ميدلت، و15 سنتيمترا بإملشيل وأغبالو وتونفيت، إضافة إلى 20 سنتيمترا بجبل بويبلان، و15 سنتيمترا بأوكايمدن، و20 سنتيمترا بمنطقة أمزري إيمي نولاون بإقليم ورزازات.

وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في المناخ والبيئة محمد بنعبو أن الحفاظ على هذا الإيقاع المناخي قد يرفع مستقبلا المساحة المغطاة بالثلوج إلى حدود 40 ألف كيلومتر مربع، بعد التراجع الذي سجلته في مواسم سابقة بفعل التغيرات المناخية.

وأشار بنعبو إلى أن مساحة الثلوج المسجلة خلال الموسم الماضي بلغت حوالي 30 ألف كيلومتر مربع، مقابل 9700 كيلومتر مربع سنة 2023، لكنها تظل دون المعدل السنوي المعتاد المقدر بـ54 ألف كيلومتر مربع، ما يعكس استمرار تأثير التغيرات المناخية رغم المؤشرات الإيجابية الحالية.

وأكد الخبير أن الثلوج تشكل عنصرا أساسيا في تغذية الفرشات المائية، إذ يسمح ذوبانها التدريجي بتسرب بطيء ومنتظم للمياه إلى باطن الأرض، ما يضمن استدامة جريان العيون والينابيع، خاصة خلال فترات الجفاف، محذرا في المقابل من أن الذوبان السريع الناتج عن ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة يقلص من هذه الفوائد.

كما أبرز بنعبو، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الأبعاد الاقتصادية والبيئية للثلوج، من خلال مساهمتها في توسيع المراعي الطبيعية، وتخفيف كلفة الأعلاف على الفلاحين، إضافة إلى دورها في تغذية الغابات والنباتات الطبية والشبه طبية، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية باتت تؤثر على توقيت وامتداد التساقطات الثلجية.

من جهته، أوضح أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيس الجمعية الإفريقية لعلم المناخ، عبد المالك السلوي، أن المغرب يتميز بخصوصية مائية إيجابية ناتجة عن تنوع سلاسله الجبلية وبنيته الجيولوجية، لافتا إلى أن الصخور الكلسية، خاصة في سلاسل الأطلس، تمتلك قدرة كبيرة على امتصاص المياه، ما يعزز تغذية الفرشات المائية.

وحذر السلوي من أن تركّز التساقطات في فترات زمنية قصيرة يرفع من مخاطر الفيضانات، داعيا إلى تدبير أكثر وعيا للموارد المائية وتأهيل الكفاءات البشرية لتثمينها.

أما الخبير في المياه الجوفية محمد الزحيمي، فاعتبر أن الثلوج تفيد المياه الجوفية أكثر من الأمطار، نظرا لذوبانها التدريجي على مدار السنة، ما يضمن تغذية منتظمة للأودية والينابيع، خاصة خلال فصل الصيف.

وفي السياق ذاته، تبرز الثلوج كمخزون مائي استراتيجي يساهم في الحد من التبخر، وعكس أشعة الشمس، والحفاظ على التوازن البيئي واستقرار النظم الإيكولوجية الجبلية والغابوية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
15°
16°
الخميس
15°
الجمعة
15°
السبت
16°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة