تتويج المنتخب المغربي بكأس العرب ومأزق “اليمين الأمازيغي”
تتويج المنتخب المغربي بكأس العرب ومأزق “اليمين الأمازيغي”
هوية بريس – متابعات
تفاعل الدكتور إدريس الڭنبوري، من خلال تدوينة نشرها على صفحته الرسمية، مع فوز المنتخب المغربي بكأس العرب لكرة القدم، حيث خصّ بالانتقاد ما وصفه بـ“اليمين الأمازيغي” في المغرب، معتبراً أن هذا التيار تلقّى التتويج بـ“صدمة” بسبب موقفه العدائي من العروبة ومن كل ما يرتبط بالانتماء العربي-الإسلامي للمغرب.
واعتبر الڭنبوري أن هذا التيار، الذي يقوم خطابه على فكرة “العرق الخالص وصفاء الدم”، يعادي العرب ويدور في فلك التقسيمات الاستعمارية التي فصلت العالم العربي الإسلامي إلى “شرق أوسطي” و“شمال إفريقي”، مبرزاً أن تبني مصطلح “الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” ليس بريئاً، بل امتداد للرؤية الاستعمارية ذاتها.
وفي سياق التدوينة، توقف الدكتور الڭنبوري عند ما اعتبره مفارقة لافتة، حين أشار إلى تهنئة أحد المحسوبين على هذا التيار للمنتخب المغربي بالفوز بـ“كأس شمال إفريقيا والشرق الأوسط”، معتبراً ذلك دليلاً على الانفصال عن الواقع، إذ لا يوجد، بحسب تعبيره الساخر، أي لقب كروي عالمي بهذا الاسم، في مقابل وجود مسميات واضحة مثل كأس العرب، كأس إفريقيا، كأس أوروبا أو كأس العالم.
وسخر الڭنبوري من هذا التوصيف، مؤكداً أن المغاربة، أمازيغاً وعرباً، كانوا يتابعون المباراة على أنها منافسة من أجل كأس العرب، وينتظرون فوز المنتخب المغربي، في حين يتابع “اليمين الأمازيغي” المباراة بمنطق متخيّل بين “شمال إفريقيا” و“الشرق الأوسط”، ويتمنى الهزيمة للطرفين لرفضه الاعتراف بالعروبة، وهو ما اعتبره طرحاً عبثياً لا يستقيم حتى مع منطق الرياضة.
وذهب المتحدث أبعد من ذلك، حين وصف هذا التيار بأنه يعيش “غربة عن العصر وعن الوطن”، معتبراً أنه غريب عن الأمازيغ كما هو غريب عن العرب وعن المسلمين، ولا يجد ألفته إلا مع الاستعمار والصهيونية، في توصيف حاد يعكس عمق الخلاف الفكري حول قضايا الهوية والانتماء.
وختم الدكتور إدريس الڭنبوري تدوينته باستحضار رواية لابن الجوزي من كتاب أخبار الحمقى والمغفلين، في إسقاط ساخر على ما اعتبره مواقف غير عقلانية، ما أضفى على التدوينة بعدا نقديا لاذعا، زاد من تفاعل المتابعين معها بين مؤيد لطرحها ومنتقد لحدّتها.
وتعيد هذه التدوينة إلى الواجهة الجدل المتجدد في المغرب حول الهوية، وحدود النقاش بين الأمازيغية والعروبة، وكيف تتحول المناسبات الرياضية أحيانا إلى مرآة لصراعات فكرية وإيديولوجية أعمق تتجاوز المستطيل الأخضر.
