بوعلي: الدفاع عن اللغة العربية هو دفاع عن السيادة الثقافية للمغرب
هوية بريس- عبد الصمد ايشن
قال فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، إن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يشكل مناسبة للتفكير العميق في واقع هذه اللغة ومستقبلها، وليس مجرد محطة رمزية للاحتفال، مؤكداً أن العربية تمثل ركيزة أساسية للهوية الوطنية ووعاءً حضارياً أسهم في بناء الثقافة الإنسانية عبر قرون.
وأوضح بوعلي، في مرور إعلامي على قناة ميدي1تيفي، أن اللغة العربية تواجه اليوم تحديات متزايدة، في مقدمتها تراجع حضورها في مجالات التعليم والإدارة والمعرفة، مقابل تنامي استعمال اللغات الأجنبية، وهو ما يستدعي ـ بحسب تعبيره ـ مراجعة حقيقية للسياسات اللغوية المعتمدة، والانتقال من منطق الشعارات إلى منطق التمكين الفعلي.
وأشار إلى أن الاعتراف الدولي الذي حظي به الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، من خلال تتويجه بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يشكل تتويجاً لمسار طويل من العمل الترافعي والعلمي، ويعكس المكانة المتقدمة التي بات يحتلها العمل المدني المغربي في الدفاع عن قضايا اللغة والهوية.
وأكد بوعلي أن المجتمع المدني يضطلع بدور محوري في النهوض باللغة العربية، معتبراً أن هذه الأخيرة لن تستعيد مكانتها إلا إذا تحولت إلى قضية مجتمعية جامعة، يتقاسم مسؤوليتها المواطنون والمؤسسات على حد سواء، بعيداً عن المقاربات الظرفية أو الإيديولوجية الضيقة.
وفي سياق حديثه عن التحولات الرقمية، شدد بوعلي على أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديداً في حد ذاته للغة العربية، بل يشكل فرصة حقيقية لتطويرها شريطة الاستثمار في البحث العلمي وحوسبة اللغة، مبرزاً أن العربية تمتلك من المؤهلات اللغوية والمعجمية ما يؤهلها للاندماج في العصر الرقمي.
وختم فؤاد بوعلي تصريحه بالتأكيد على أن الرهان الحقيقي اليوم هو ترسيخ الوعي اللغوي لدى الأجيال الصاعدة، معتبراً أن الدفاع عن اللغة العربية هو دفاع عن السيادة الثقافية وعن مستقبل المجتمع بأكمله.
