بين الجامعة ووزارة الأوقاف.. إمام للمنتخب الجزائري وصلاة الجماهير على الكرتون!

بين الجامعة ووزارة الأوقاف.. إمام للمنتخب الجزائري وصلاة الجماهير على الكرتون!
هوية بريس – عابد عبد المنعم
وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رهن إشارة المنتخب الجزائري، إماما تابعا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من أجل تمكين لاعبي وأطر المنتخب من أداء صلاة الجمعة داخل الفندق الذي يقيمون فيه بحي أكدال بالعاصمة الرباط، بدل التوجه إلى أحد مساجد المدينة.
وجاء هذا الإجراء استجابة مباشرة لطلب تقدّم به وليد صادي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حيث تفاعل مسؤولو الجامعة المغربية بسرعة وإيجابية مع هذا الطلب، في إطار ما يوصف بالدبلوماسية الرياضية وحسن الاستقبال، خاصة في ظل العلاقات المهنية التي تجمع صادي بعدد من المسؤولين الجامعيين المغاربة، من بينهم حسن الفيلالي، العضو الجامعي وعضو الاتحاد العربي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الزموري للخميسات.
هذه المبادرة تعكس، دون شك، حرص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على توفير كل شروط الراحة المعنوية والروحية للمنتخبات الضيفة، واحترام خصوصياتها الدينية والثقافية، بما ينسجم مع صورة المغرب كبلد مضياف ومتسامح.
غير أن هذا المشهد الإيجابي يطرح، في المقابل، تساؤلات حارقة ومقلقة حول واقع آخر يثير استياء واسعا داخل الملاعب الوطنية، ويتعلق بغياب فضاءات مهيأة للصلاة لفائدة الجماهير المغربية والإفريقية والأوروبية المسلمة؛ التي تحج بكثافة إلى المدرجات. ففي الوقت الذي يُوفَّر فيه إمام داخل فندق منتخب أجنبي، يُجبر آلاف المشجعين على أداء صلواتهم فوق قطع مهترئة من الكرتون، وفي ممرات الملاعب أو زواياها، في مشاهد لا تليق ببلد ينص دستوره صراحة على أن الإسلام دين الدولة.
عدد من المتابعين اعتبروا هذا التناقض غير مفهوم، متسائلين عن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مواكبة التظاهرات الرياضية الكبرى، وضمان كرامة المصلين داخل الفضاءات الرياضية، خاصة وأن ملاعب في دول أوروبية تُوصَف باللادينية، أصبحت تخصص قاعات صلاة مجهزة داخل منشآتها الرياضية، احتراما للتعدد الديني وضمانا لحقوق الجماهير.
Voir cette publication sur Instagram
في هذا السياق لازال كثير من المتابعين والمؤثرين يتساءلون أين هي وزارة الأوقاف من مطالب الجماهير المتكررة؟ وأين تفعيل الطابع الإسلامي للدولة كما هو منصوص عليه دستوريا، ليس في الخطاب فقط، بل في الممارسة اليومية والفضاءات العمومية الكبرى؟
إن ما قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يُحسب لها ويؤكد وعيها بأهمية البعد الديني في التنظيم الرياضي، لكن هذا الوعي ينبغي أن يمتد ليشمل الجماهير أيضا، عبر تنسيق مؤسساتي حقيقي مع وزارة الأوقاف، حتى لا تبقى الصلاة داخل الملاعب استثناء للمنتخبات، وعبئا يوميا على المشجعين.



