ويحمان يفكك خطاب الهدوء المموَّه: الأمازيغية بريئة من مشروع الاختراق و«أرض الصومال» إنذار بالتفكيك

ويحمان يفكك خطاب الهدوء المموَّه: الأمازيغية بريئة من مشروع الاختراق و«أرض الصومال» إنذار بالتفكيك
هوية بريس – متابعات
في مقال مطوّل وحاسم بعنوان «عنترة وسؤال أرض الصومال»، قدّم أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ردا تفصيليا على ما وصفه بدعوات الحوار الهادئ التي ترفع شعارات العقل والاعتدال، بينما تُستعمل غطاء لتبييض الصهيونية وتطبيع الجريمة، وتبرير مشروع اختراق سياسي وثقافي وأمني يستهدف المغرب ووحدته وهويته.
ويؤكد ويحمان منذ البداية أن النقاش لا يدور حول الأمازيغية ولا الأمازيغ، رافضا ما اعتبره منطلقا مغلوطا يتهمه ومن يشاركه الموقف بمعاداة الأمازيغية.
ويشدد على أن الأمازيغية جزء أصيل من الهوية الوطنية الجامعة، وأن الدفاع عنها نابع من الانتماء والاقتناع، لا من المجاملة، غير أن الخط الأحمر هو توظيفها سياسيا كحصان طروادة داخل مشروع صهيوني أوسع يستهدف الوطن والأمة وفلسطين.
ويتوقف المقال مطولا عند ما يسميه وهم «الزيارات فقط»، منتقدًا توصيف بعض الأنشطة التطبيعية على أنها مجرد زيارات عادية لكيان استعماري، مذكّرًا بتاريخ هذا الكيان القائم على التطهير العرقي، وجرائمه في حق الفلسطينيين والمغاربة، واحتلاله للمقدسات، وممارسته الإبادة الجماعية.
ويبرز ويحمان أن الأمر يتجاوز الزيارات إلى مستويات أخطر، تشمل تدريبات وتنسيقا مع مؤسسات استخبارية صهيونية، وتقديم خدمات بحثية لمعاهد مرتبطة بوزارة الحرب الإسرائيلية، والمشاركة في فعاليات تمجّد جيش الاحتلال، وصولا إلى التماهي العلني مع جرائمه.
ويرد رئيس المرصد على ادعاء “الاتهامات دون أدلة” بالتأكيد أن الوثائق والصور والشهادات متوفرة وبكثرة، ومضمنة في بلاغات المرصد وكتبه المرجعية، معتبرا أن من يشتغل في الشأن العام مطالب بتحمل مسؤوليته أمام المجتمع والتاريخ. ويؤكد أن الإشكال الحقيقي ليس في غياب الأدلة، بل في محاولة الهروب من مواجهتها.
ويركّز ويحمان على أن ما يجري لا يتعلق بتصرفات فردية أو آراء ثقافية معزولة، بل بمشروع منظم يقوم على التمويل، وتوظيف الهوية، ومحاولة استبدال الرموز الوطنية والفلسطينية برموز صهيونية، والطعن في ثوابت الدولة، في إطار اختراق متعدد الأبعاد.
وفي محور لافت، يربط المقال بين هذا المسار وبين سؤال “أرض الصومال”، معتبرا ما يجري هناك درسا حيا في كيفية استخراج كيان من رحم دولة قائمة، ومنحه هوية منفصلة، ثم شرعنة انفصاله بدعم خارجي تظهر فيه البصمات الصهيونية بوضوح. ويقارن ويحمان هذه الوصفة بما جرى ويجري في دول عربية وإفريقية أخرى، محذرا من محاولات تمرير السيناريو نفسه عبر تفكيك الهوية الوطنية وصناعة هويات سياسية بديلة تحت عناوين ثقافية.
ويختم رئيس المرصد مقاله بالتأكيد على أن المعركة ليست ضد لغة أو ثقافة، بل ضد تأمزغ متصهين يسعى إلى تحويل الانتماء الوطني إلى انتماء وظيفي يخدم مشروعا استعماريا، محذرا من أن الصمت باسم الهدوء ليس حيادا، بل مشاركة في الجريمة. ويضع ويحمان، بهذا الهدوء، ما يعتبره جزء من الأدلة والأسئلة أمام المعنيين، داعيا إلى أجوبة صريحة من باب المسؤولية الوطنية، لا الخصومة الشخصية.



