فؤاد بوعلي: اللغة العربية تعيش وضعاً مقلقاً يمكن وصفه بـ”المحرقة اللغوية”

هوية بريس-عبد الصمد ايشن

قال فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن “اللغة العربية تعيش الإشكال اللغوي بصفة عامة، أو ما يمكن تسميته بالسؤال اللغوي. فنحن، إلى حدود الساعة، لم نحسم بعد في ما نريده فعلاً من اللغة العربية، ولا ما نريده من اللغة الأمازيغية، ولا حتى من اللغات الأجنبية. فما نعيشه اليوم، رغم كل الخطابات المتفائلة والصور الوردية التي تُقدَّم أحياناً، هو في الحقيقة حالة من الفوضى اللغوية الواضحة”.

وتابع بوعلي في مرور إعلامي بميدي1تيفي أن “اللغة العربية، رغم مكانتها الدستورية ورمزيتها التاريخية والحضارية، يُطرح اليوم سؤال جوهري حول موقعها الحقيقي داخل الفضاء العام: هل هي محصّنة فعلاً؟ هل هي في تقدم أم في تراجع؟ والجواب، بكل صراحة، أن اللغة العربية تعيش وضعاً مقلقاً يمكن وصفه بـ”المحرقة اللغوية”، بكل ما تحمله الكلمة من دلالة”.

وأكد المتحدث ذاته أنه “في مجال التعليم، تم الإجهاز على مسار التعريب الذي استمر سنوات، وتم التراجع عنه بشكل واضح. وفي الإدارة، أصبحت أغلب المراسلات والمذكرات تُحرَّر باللغات الأجنبية. أما في الفضاء العام، فإن حضور اللغة العربية يكاد يكون محدوداً ونادراً، ما يجعلها في وضعية تهميش فعلي”. مسجلا أن “ما تعيشه اللغة العربية اليوم هو نتيجة مباشرة لفوضى في التدبير اللغوي، وهي فوضى ممتدة منذ الاستقلال إلى اليوم. فرغم الحديث المتكرر عن سياسات التعريب، ورغم دسترة اللغة العربية، ثم ترسيم اللغة الأمازيغية لاحقاً، ما تزال الرؤية غامضة وغير واضحة بشأن ما نريده فعلاً من هذه اللغات، وما هو الدور الذي ينبغي أن تؤديه داخل المجتمع والدولة”.