د.بنكيران يتساءل: أفي مثل أبي عبيدة يقال “مستراح منه”!!!؟؟

هوية بريس – متابعة

عقب استشهاد القائد القسامي الناطق السابق باسم الكتائب، تساءل الدكتور رشيد بن كيران في منشور له على فيسبوك “أفي مثل أبي عبيدة يقال: مستراح منه!!!؟؟“، ليجيب “هذا القول منكر في معناه، خطير في دلالته، ومجانب لأصول الأخلاق والشرع، ولا يصدر إلا عن خلل في الميزان والمنهاج، أو اضطراب في تصور معنى الشهادة”.

وأضاف أستاذ الفقه وأصوله “وصف رجل مسلم ضحى بنفسه من أجل قضية عادلة بأنه “مستراح منه“، وهو تعبير لا يقال إلا فيمن كان شره محضا، وأذاه خالصا، وفساده يقينا، لا فيمن بذل دمه دفاعا عن أرض الإسلام ومقدسات الدين، أو ذبا عن حق مغصوب”.

وتابع بنكيران “وقد قرر أهل العلم أن الأحكام لا تفصل عن المقاصد، وأن التضحية بالنفس في سبيل دفع الظلم ومنع اغتصاب الحقوق من أعلى مراتب البذل، ولو اختلف الناس في التقدير السياسي أو في الوسائل”.

ولأن عددا من المداخلة الذين عرفوا بهذا التوصيف أطلقوه أيضا على الشهيد أبي عبيدة رحمه الله، أكد بنكيران في نفس منشوره “ثم إن هذا الوصف، حسب  يحمل قساوة قلب ظاهرة، وتجريدا للمسلم من حقوقه، قبل أن يكون حكما على موقفه”، مردفا “وهو من جهة أخرى ترديد غير واع لخطاب لا يفرح به إلا الصهاينة ومن على شاكلتهم من المنافقين، حتى إذا جرى على لسان مسلم كان البلاء أعظم؛ إذ يتحول الاختلاف في تقدير مسائل اجتهادية وظنية، أو في أمور السياسية إلى سقوط أخلاقي وإيماني خطير”.

كما أوضح بنكيران، أن “الأخطر من ذلك أن هذا الكلام يفتح بابا خطيرا: إذا صار الشهيد عند بعض المسلمين مستراحا منه، فمن بقي إذن يبكى عليه!!؟ ومن يحترم دمه!!؟ وأي معنى يبقى للعدل، أو للتضحية، أو للوقوف مع المظلوم!!؟”.

وبيّن في آخر منشوره، أن “الاختلاف في التقدير لا يبيح الشماتة، والخلاف في الاجتهاد لا يسوغ انتهاك حرمة الدم، والسكوت، إن عجز المرء عن الإنصاف، كان أَولى من إطلاق كلمة تلاحقه أخلاقيا قبل أن تدينه شرعا”.

يذكر أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أعلنت استشهاد عدد من قياداتها البارزة، موضحة أنهم قضوا جراء غارات صهيونية خلال الحرب على قطاع غزة. وجاء ذلك في بيان رسمي تلاه المتحدث العسكري الجديد للكتائب مساء الاثنين.