أطفال المغاربة والثقافة الأمريكية في المعرض الدولي للكتاب
هوية بريس – (الدار البيضاء-خاص)
الخميس 20 فبراير 2014م
«التحقوا بنا في دار أمريكا»، «التبادل الثقافي»، «نرجو لقاءكم قريبا»، هي بعض العناوين التي احتوتها الورقة التعريفية التي يوزعها رواق «المكتبة الأمريكية في دار أمريكا» بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، والذي ينعقد هذه السنة في دورته العشرين تحت شعار: «لنعش مغرب الثقافات».
مجموعة من الأطفال، يبدو أنهم تلاميذ إحدى المدارس الخاصة، تم تجميعهم في الرواق الذي تشرف عليه القنصلية الأمريكية بالعاصمة الاقتصادية، لتطلعهم فتاة شقراء على جوانب من ثقافة أبناء العم سام، من باب إغناء ثقافتهم «فقط»، وبين الحين والآخر تستحثهم الشابة الأمريكية وتشجعهم على التفاعل مع أسئلتها بأسلوب متلطف يحبب إليهم ثقافة البلاد التي أذاقت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الويلات، وسامت أبناءهم سوء العذاب تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”.
تساؤلات كثيرة تُطرح حول ملابسات هذا الغزو الفكري الناعم، والذي يهدد هوية أطفالنا وينذر بتحويل الأجيال المسلمة إلى أفرادٍ مستلبي الفكر بفعل غسيل الدماغ الذي تمارسه مثل هذه المؤسسات المشبوهة.
فحتى لا يبقى أبناء المغاربة لقمة سائغة للأفكار الوافدة بحمولتها المناوئة لدين الأمة وموروثها الثقافي الأصيل، لابد من تسليط الضوء على أنشطة «دار أمريكا» وغيرها من المؤسسات الغربية، ووضعها تحت مجهر الرقابة الفكرية والأدبية للحيلولة دون تمكنها من تسريب قيم ومبادئ لا يقف خطرها عند قلب بعض المفاهيم الثقافية العامة فحسب، بل يمتد إلى ضرب أصل المعتقد وإبداله بأفكار منحرفة تذهب بدين المسلم ودنياه.
وفي ظل اللامبالاة والإهمال الكبيرين من وزارتي الأوقاف والثقافة لهذا الملف الملغوم تبقى عقول البراعم تائهة بين ثقافة أصيلة مهملة من الجهات المنوط بها حماية جناب الملة والدين، وثقافة وافدة تحمل في طياتها معطيات مناقضة لثوابت الأمة، وتُفتح لها الأبواب على أرض المملكة لتشيع ما تشاء كما تشاء.