أكتوبر السياسي 2016.. هل سيختار المغاربة الأحزاب المبشّرة بالدين العلماني؟!
هوية بريس – العربي الزيني
الدين العلماني الذي يعبد رواده معبودهم التافه: الهوى، والذي تتجلى عبادته عندهم في مبدئهم المشترك الذي تعلموه من أساقفتهم القدماء: لا إله والحياة مادة. أعلنوا ذلك أو كتموه، فعندنا أمثلة كثيرة ممن يُخفون من مبادئهم ما لا يٌبدون كالشيعة الروافض في تَقيَّتهم وهؤلاء أيضا في هواهم وإن قالوا ما قالوا وأكثروا في الكلام.
كان من نتائج الاستخراب الفرنسي لبلادنا المسلمة أنْ حكَّموا العلمانية في جميع مفاصل الدولة وحاربوا الإسلام السياسي الذي قاد السفينة بنجاح لأزيد من ألف سنة. وهي الصنم الذي نصبوه كَدين بديل لهم عن القهر الذي تعرض له مثقفوهم من طرف الكنيسة المنحرفة التي حرَّفت كل شيء.. فقد جعلت المسيح عليه السلام ابن الله بعد أزيد من ثلاثمئة سنة عن وفاته، ثم تدرجت في طغيانها حتى جعلته هو الله بعد ذلك بزمن طويل ثم استطردت حتى أضافت مكوناً ثالثا ليكتمل ثالوثهم المقزّز في العصور الأخيرة أسموه بالروح القدس!
فاكتملت اللعبة: الآب + الإبن + الروح القدس. فمن يعبدون إذن؟ أين الله؟
لقد ضاع الدين وضاع كل شيء وضاع معه مثقفوهم الذين استعملوا العقل والمنطق واكتشفوا أن هذا غير مقبول البتَّة. إن الكنيسة النصرانية قد احتالت على الدين بحيل بشعة وارتكبت جرائم دينية وفكرية نكراء لتجعل من الله هو: الآب وهو الإبن وهو روح القدس أيضا! فما هذه الحماقة؟ ما هذا الدين؟ كان حقا لمثقفيهم وعلمائهم التجريبيين أن يبحثوا عن بديل.
ولتكتمل صورة الثالوث المقزّز، يجب أن تعلم أيها القارء الكريم أن كنيستهم قالت بأن “الآب” ليس هو “الإبن” ولا “الروح القدس”، كما أن “الإبن” ليس هو “الآب” ولا “الروح القدس”، ولا “الروح القدس” مساوية لــ”الآب” أو “الإبن”. فأين الفطرة من هذا كله؟ أين العقل؟ وأين الكتاب المقدس؟
فقرر مثقفوهم الانتفاضة على هذا الدين المزوَّر الجديد بعد أن كمَّمت الكنيسة فمَ كل من كفر به، وحرقت وذبحت وقتلت واستعملت أبشع طرق التعذيب التي جربتها على المسلمين الأندلوسيين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم في قباء محاكم التفتيش السيئة الذكر، وعلى من كان قبلهم من الموحدين المسلمين.
فقرروا الانتفاضة وأعلنوها ثورة على الكنيسة عُرفت في التاريخ باسم الثورة الفرنسية الكبرى.
فتحرر العقل الفرنسي من قبضة الكنيسة وأعلن الشعار الموجود عندهم حاليا والغير معمول به، كما يتضح في كل مناسبة: حرية – أخوَّة – مساواة.
ثم أحسَّ هذا العقلُ بالنقص ومضايقة الفلسفة اللاهوتية، وبأن هناك إله يتحكم في هذا الكون… فأعلن مرة ثانية أن: لا إله والحياة مادة. فأصبحت عربتهم مشلولة تمشي على ثلاثة، سهلة القيادة من طرف الشيطان.
لقد تعلقوا بالهوى، وهو أن كل ما تريد النفس وتهواه فهو لها بدون قيود ولا مبادئ، كان ذلك على مراحل. فأصبحت الطبيعة كميدان للتجارب المادية هي الكنيسة المفضلة عند الفرنسي الذي سمى نفسه بالعلماني وتم تصدير ذلك للعديد من الأقطار الأخرى، كان آخرها بلداننا المسلمة العربية. وازداد اهتمامهم بالعلوم التجريبية التي بدأها بعض العلماء الموحدين المسلمين قبلهم. وتفرغوا لذلك لأنهم اكتشفوا أمرا آخرا لطالما ضايقهم ولازال: يسمونه بغضب الطبيعة. فاجتهدوا في تطوير العلوم التجريبية فقط ليُسيطروا على هذا الغضب الذي لا يعلمون له مصدرا غير الطبيعة!
فنجحوا في ذلك -أقصد في تطوير العلوم التجريبية- واستمر غضب الطبيعة -حسب تسميتهم- ولا زال مستمرا بالتأكيد. ونجحوا في تنويع وتسهيل وتقريب كلَّ ما يشتهيه هوى النفس من متناول النفس، فاستمتعوا حقا بجثتهم وضاعت منهم الروح –ليست الروح القدس طبعا- لأنها فقدت الغذاء لمئات السنين، وكان آخر طعامها لعدة قرون طعام ملوث بخرافات الكنيسة، فمرضت على إثر ذلك مرضا شديدا قبل أن تموت.
هذه هي العلمانية التي نصبت فخ الأخلاق والمدنية لمريديها، وألقت بالأخلاق جانبا وبالمريدين في غياهب العنصرية والعنف والتمرد (وما حياة المجتمع الأمريكي العلماني منكم ببعيد). وهذا هو تاريخها باختصار شديد، وهذا هو العلماني في فرنسا وخليفته المدفوع الأجر في البلدان المسلمة العربية. هؤلاء الخلفاء العلمانيين الذين نصَّبتهم فرنسا ومكَّنت لهم زمام الأمور في بلداننا بالرصاص والقنابل على جثثت أجدادنا المجاهدين في تاريخ أسود أكُفُّ لساني عن التذكير به. فواكبتهم بعد ذلك وإنجازاتهم بشكل دائم ولازالت رغم ادعائها لاستقلال هذه البلدان…
فهيا معًا معشر المسلمين المغاربة لنُعيد للإسلام السياسي زمام الأمور، فما فعلته فرنسا بالإسلام في مئة عام نسترجعه بإذن الله في عشر سنين. لأن الحسنة عندنا بعشر أمثالها.
دعوكم من العصبية والقبلية فإنها منتنة، وتوحدوا على المبادئ الكبرى والدين الصحيح فهو السبيل الوحيد لإنقاذكم، وبعد ذلك يكون من السهل البناء المادي لبلادنا لنصل إلى ما وصل إليه الغرب وأفضل.
ولكم أن تختاروا الآن بين الأحزاب اليسارية والليبرالية المبشّرة بذلك #الدين_العلماني_المادي الكثيرة العدد كثرةَ الذباب في هذه الأيام، والتي تنادي بعلمنة المجتمع (أو لا لأسلمة المجتمع). أو الأحزاب التي تستطيعوا أن تشموا فيها ولو #رائحة_الإسلام عسى أن تفوح يوما.
ولا تختاروا قيود العبودية القديمة، بأن تنتظروا مكتوفي الأيادي #غير_مشاركين، من يختار لكم حسب هواه من يحكُمُكُم، أو بالأحرى من يُمثّلكم على الأقل. بل التدافعَ التدافعَ فهو سنة الله في كونه، حتى يجعل الله لعباده المسلمين مخرجا. والحمد لله رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.