تحقيق كتاب “النهضة العلمية على عهد الدولة العلوية”
هوية بريس-متابعة
صدر حديثا عن المطبعة الملكية، تحقيق كتاب “النهضة العلمية على عهد الدولة العلوية”، للمؤرخ مولاي عبد الرحمان ابن زيدان، من إنجاز مصطفى الشابي، وتقديم مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، السيد عبد الحق المريني.
وأبرز السيد عبد الحق المريني، في تقديمه للكتاب الذي يقع في 440 صفحة ويستعرض إسهام ملوك الدولة العلوية في النهوض بالعلم، أنه “اقتناعا بأهمية هذا الكتاب في بابه، وبالنظر إلى ما تضمنه من معطيات ومعلومات نفيسة -كانت مغمورة- لا يمكن أن تتوفر إلا لدى مولاي عبد الرحمان ابن زيدان، الذي كانت له صلات وثيقة وروابط متينة بالدولة العلوية وبعلمائها وأشرافها، استقر عزمنا على الاعتناء بنص المخطوط وتحقيقه وسبر أغواره والعمل على إخراجه للوجود في حلة علمية رصينة، إسهاما متواضعا مني ومن محققه المؤرخ مصطفى الشابي في عملية إحياء كتب التراث، وإلقاء الأضواء الكاشفة عليها تعميما للفائدة المرجوة، وتحقيقا للغاية المنشودة”.
واعتبر السيد المريني أن الباحث ابن زيدان (1878- 1946) أثار بمؤلفاته انتباه عدد من الباحثين في تاريخ المغرب، مغاربة وأجانب في مطلع الستينات من القرن الماضي، فأفردوه ببحوث ودراسات تعرضوا من خلالها إلى وسطه العائلي والاجتماعي، وفترة الدراسة والتكوين في مسقط رأسه مدينة مكناس، ثم في جامعة القرويين، وإلى نشاطه العلمي والثقافي.
وأضاف السيد المريني أن ابن زيدان أثار الانتباه كذلك بمشاركته في أعمال وأنشطة بعض المنتديات والمؤسسات العلمية والأدبية كمعهد الدراسات العليا المغربية بالرباط، وإلى مفهومه ومنهجه في كتابة التاريخ، وإلى غيرها من القضايا التي كان يتعين كشف النقاب عنها وإبرازها بهدف الاهتداء إلى معرفة الغاية المنشودة التي كان يسعى إلى إثباتها من وراء مؤلفاته المطبوعة منها والمخطوطة والتي بلغت عشرين مصنفا.
وأشار إلى أن “المؤرخ ابن زيدان اشتغل طيلة حياته لإقناع محاوريه وقرائه من المستعربين الأجانب، وخاصة منهم الفرنسيين، بأن المغرب قد كون طيلة مراحله التاريخية دولة واضحة المعالم راسخة الدعائم، وظل ملوكها وحكامها يدبرون شؤون البلاد والعباد في استقلال تام عن تدخلات الأجانب ومناوراتهم العسكرية والسياسية، بأساليب وطرق ملائمة لخصوصيات المغرب وحاجيات أهله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
وأضاف السيد المريني، في تقديمه أن ابن زيدان امتاز بانتصابه لإبراز منجزات سلاطين الدولة العلوية الشريفة في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والعمرانية والثقافية، بدءا من السلطان مولاي الرشيد بن الشريف، وانتهاء بالسلطان سيدي محمد بن يوسف.