بالصور.. غابة المعمورة تئن تحت وطأة قنينات الخمر والنفايات والأزبال
هوية بريس – عبد الله مخلص
خلال فترة تنظيم القمة العالمية Cop22، وفي عز التعبئة لحماية البيئة، تعيش غابة المعمورة، الممتدة على قرابة 130.000 هكتار، أزمة خطيرة وظاهرة غير مسبوقة تهدد هذا الفضاء والمرتادين إليه بدرجة كبيرة.
فهذا الفضاء الإيكولوجي والذي يضم واحدة من أكبر غابات الفيلين بالعالم، بات مطرحا للنفايات والأزبال وقنينات الخمر الزجاجية والبلاستيكية…
فلا تكاد عين الزائر لمتنفس ساكنة سلا والرباط، تخطئ الأعداد الكبيرة والمهولة لقنينات الخمر الملقاة بجانب الأشجار، والمكسرة في الممرات والطرقات وفي كل الاتجاهات، إضافة إلى مخلفات البناء، وحاويات المقويات الجنسية الفياجرا ومشتقاتها (انظر الصورة)، إلى غير ذلك من النفايات، ما يؤكد أن هذا الفضاء والنعمة الكبيرة من الله تعالى باتت مع غروب كل مساء مرتعا للسكارى والزناة والمنحرفين.
المثير أن هذا التهديد لا يطال غابة المعمورة فحسب، بل يهدد بشكل كبير الأطفال الذين يقصدون الغابة عشية الأربعاء وعند نهاية كل أسبوع وأيام العطلة، حيث باتوا يلعبون بين شظايا الزجاج وقنينات الخمر ولفائف وعلب السجائر!!!
إنه مشهد مقزز جدا، ينبي عن قلة وعي، وضعف إدراك كبير بفضل هذه النعمة المسداة من الخالق سبحانه، لا من المنحرفين الذين يتخذون من الغابة ملاذا لممارساتهم المخالفة للدين والقانون فحسب، بل من بقية المرتادين للغابة من الذين يتركون وراءهم نفايات بلاستيكية وحفاظات الأطفال المتسخة وغير ذلك..
وهنا ترد علينا تساؤلات:
أين هي المندوبية السـامية للميـاه والغابـات ومحاربـة التصـحر من التلوث الذي يهدد غابة المعمورة؟
وأين هي دوريات الشرطة مما يقع في هذه الغابة يوميا من مخالفات صارخة للقانون وسكر علني وزنا وغير ذلك؟
لا شك أن المغرب اليوم، وبإرادة ملكية سامية، قد عقد العزم على القطع مع التصرفات المسيئة للبيئة، ورصد ميزانيات وعبأ مؤسسات لحماية الغابات والشواطئ والأنهار والمساحات الخضراء من التلوث، وهذا يستدعي مساءلة ومحاسبة المسؤولين على الوضعية التي باتت عليها غابة المعمورة اليوم، والعمل الفوري والجدي لإعادة الاعتبار لهذه الغابة والمرتادين إليها.