نقاب المغربيات.. وافتراءات الصحافة!!
هوية بريس – مها لگروح التازي
على إثر الضجة الكبيرة التي أُثيرت عقب صدور قرار وزارة الداخلية بمنع بيع النقاب ومصادرته من المحلات التجارية، في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، والتي رأى البعض أنها بداية لسلسلة من الإجراءات التعسفية الأخرى التي قد تستهدف حرية شريحة عريضة من المجتمع المغربي، وتتحكم في نوعية اللباس الذي يمكنها ارتداؤه في تمييز صارخ ضد فئة من المواطنات المغربيات اللواتي اخترن بمحض إرادتهن وبكامل حريتهن لباسا خاصا تغطين به وجوههن دون مخالفة أي حكم شرعي أو قانون مسطّر أو هويتنا الوطنية أو خدش للحياء العام.
وفي حين أن بعض الهيئات الحقوقية الغربية وعلى لسان ممثليها، أبدت استغرابها الكبير من هذا القرار والتناقضات الكثيرة التي أسفر عنها، خصوصا أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلد، وأن الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع به، وحكم تغطية المرأة لوجهها ثابت في المذاهب الأربعة وعلى رأسها المذهب المالكي المعتمد في بلدنا، وباعتبار أن المغرب منخرط في المنظومة الحقوقية الدولية وأنه صادق على اتفاقيات حقوق الإنسان، ومن بينها مواد وفصول الحريات العامة والشخصية والتي لا تتعارض مع هويته وثوابته الوطنية.
نجد أن الكثير من هيئاتنا الحقوقية الوطنية، وللأسف لم تستطع التعبير عن موقفها من هذا القرار وأخفقت كما هي عادتها في الدفاع عن حقوق المرأة المغربية المحجبة أو المنتقبة، لتبِين عن الازدواجية الخطيرة التي تتعامل بها مع مثل هذه القضايا، والتمييز الظالم الذي تمارسه أيضا على هذه الفئة بالذات.
ولتؤكد وبوضوح كذب وبهتان شعاراتها الخاصة بالدفاع عن المرأة المغربية والنضال في سبيل تمكينها من كافة حقوقها وحمايتها من أنواع التمييز والظلم الذي يطالها.
كما أنه وفي الوقت الذي عبرت فيه بعض المواقع الإعلامية الأجنبية عن استغرابها من هذا القرار، وأبانت عن مهنية محترمة ومصداقية في التعاطي مع الحدث ورصد الرأي والرأي الآخر بكل تجرد ونزاهة، خرجت إلينا بعض المنابر الإعلامية المغربية والتي تخدم أجندات معينة مختصة في مهاجمة كل ما يمت للإسلام وأهله بصلة، وتسعى لفصل المغاربة عن هويتهم الوطنية وموروثهم الثقافي المتنوع والذي يستمد خصوصيته من الدين الإسلامي السمح والتراث المغربي العريق.
حيث استغلت بعض الصحف والجرائد المعروفة، قضية منع النقاب، لتنفث سمها مرة أخرى، وتروج للأكاذيب وتنشر المغالطات وتضلل الرأي العام، وتمنح الغطاء الشرعي لهذا القرار ولما سيأتي بعده ربما.
وللقارئ الكريم أن يطلع على ما كتبه بعض الصحافيين المأجورين عن موضوع النقاب، في جريدة معروفة بحقدها الدفين على كل ما هو صالح وبدعمها لكل ما هو فاسد، ليلاحظ حجم التضليل المتعمد والمغالطات المقصودة التي تخللت سلسلة المقالات التي كتبها الصحفي عبر عموده الخاص.
وليكتشف المغاربة وفي سابقة من نوعها، وبفضل الكفاءات الأخرى التي أبان عليها ذلك الصحفي كالبحث التاريخي في الحضارة الإنسانية والحيوانية والإلمام الواسع بثقافة اللباس الخاصة بالحيوانات، اكتشفنا وبفضله أن ما وضعته أمهاتنا وجداتنا بالأمس البعيد وما نلبسه نحن اليوم لتغطية وجوهنا، كان لباسا حكرا على بعض الحيوانات والبهائم كالأبقار مثلا، ثم انتقل هذا الصنف من اللباس عبر الحضارات والأجيال ليصل إلينا من بلاد المشرق المتخلف الرجعي الجاهلي!
عجبا! أفلا يحق لنا اليوم أن نتساءل بكل جدية، كيف يمكن لجريدة مغربية أن تسمح بخروج مثل هذه الهرطقات على صفحاتها وتعرض هذه الخزعبلات على القارئ المغربي، عوض أن تركز على القرار بالذات وتناقش صحته وشرعيته من عدمها، ومدى تضرر المحلات التجارية بعد مصادرة سلعها وكيف يمكن التعويض عن ذلك، وهل الأسباب والمبررات الكامنة وراء هذا القرار تبقى منطقية أم لا، وترصد بكل شفافية ومصداقية آراء وارتسامات المواطنين سواء المؤيدين أو المعارضين لهذا الإجراء.. فعوض كل ذلك، انصرفت هاته الصحف والجرائد إلى نشر الأكاذيب والمغالطات الواحدة تلو الأخرى، فربطت وفي غير ما مناسبة النقاب بمصطلحات كالإرهاب والتكفير.. متسائلة هل يعتبر النقاب لباسا دخيلا علينا أم لا؟! وكأن اللباس الذي تنشره عبر صفحاتها من عمق الموروث الثقافي لبلدنا مثلا!!
وإمعانا في احتقار وازدراء فئة المنتقبات من طرف العديد من المنابر الإعلامية، يكتب صحفي بجريدة أخرى عن خبر محاولة انتحار امرأة منتقبة بسبب مصادرة المصالح الأمنية كمية كبيرة من سلع زوجها، ليقحم الكاتب مقالته بعد ذلك بمصطلحات دخيلة لا صلة بينها وبين الخبر الأصلي، موهما القارئ بترابطها التام، فجمع الكاتب بين النقاب والإرهاب والسلفية والتكفير والتهريب وتبييض الأموال والانتحار والتنظيمات المحظورة.. ليرسخ عند القارئ البسيط مفهوما واحدا: وهو أن النقاب لباس مذموم خطير على أمن المغاربة!
لقد شكل قرار المنع، فرصة ثمينة لإظهار المستوى المهني والأخلاقي والسلوكي المتدني للعديد من الأطراف، وكيف يُعرض هذا الفكر الاستئصالي وحاملوه بلدنا لانزلاقات خطيرة.
مقال يستحق القراءة اختي مها وفقك الله ونفع بك
أحسنم جزاكم الله خيرا
اما الجريدة الخبيثة فلا عجب أن تنضح بما في قلوب كتابها وأي قلوب هي؟
قلوب ترتع في مسنقع كريه من مخلفات أراذل الانسانية في هذا العصر
أين جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة المتبرجة المتحررة؟؟
أين هيآت حقوق الإنسان الغربي أو المستغرب؟؟
أين دعاة حرية اللا-لباس؟؟
أسد علي و في الحروب نعامة*ربداء تجفل من صفير الصافر