الحرب على الإسلام… دليل الهزيمة والانتصار
هوية بريس – ذ. أحمد اللويزة
أمور غير عادية تحدث هذه الأيام؛ إجراءات ، قرارت، وتموقعات، وتكتلات، كواليس لا يعلم ما يقع خلفها إلا الله العليم الخبير. والإسلام في صلب الموضوع وفي قلب العاصفة. وما يتردد هنا وهناك لا يخطئ إنسان متابع عاقل واع أن الإسلام مستهدف، وأن كل الجهود متجهة نحوه بالاستهداف، من خلال إجراءات متنوعة وبحسب الظروف الزمكانية.
لماذا الإسلام يتعرض إلى هذه الهجمة المتعددة الجبهات حتى من داخله، وإن كان حال أهله لا يسر صديقا ولا عدوا؟
قد تتعدد القراءات والاستنباطات، والذي أراه أن الذين يعادون الإسلام اليوم أفهم وأدرى بحقيقة الإسلام من المنتسبين إليه، الذين يوجد منهم من يعادي الشرائع الإسلامية بسبب جهله بدينه نتيجة إبعاده عن المنبع الصافي لتلقي أحكام الإسلام، وما يلي ذلك من حشوه بالشبهات الخطيرة، حتى صار هذا المنتسب إلى الإسلام يحتقر دينه أيما احتقار ويعده من أسباب التخلف والانكسار. هذا في الوقت الذي نرى فيه هذه الجلبة المدوية لحرب الإسلام والمسلمين من لدن أعدائه الذين اجتمعوا على حربه وعداوته على اختلاف مللهم ونحلهم وتوجهاتهم الفكرية.
وهذه مفارقة عجيبة غريبة، حيث لا يختلف اثنان عن رغبة قوى الاستكبار العالمي في بقاء العالم الإسلامي يعيش التخلف المادي والحضاري حتى يبقى تحت السيطرة، وأن هذه الغاية قد سلكت لأجلها كل السبل، وأنفقت من أجلها الأوقات والجهود والأموال. فلئن كان الإسلام سبب هذا التخلف فمن المنطقي أن يشجع الأعداء على التمسك به والسعي في انتشاره، لكن هيهات!!!
إن مما تدل على هذه الحرب الشعور بقوة الإسلام واليقين بعودته يوما ما، وأن عودته تعني نهاية عقود من العلو والعتو والظلم والاستغلال وأفول نجم حضارة قيل عنها أنها هي نهاية الحضارات.
وهذا انهزام نفسي رهيب حين يخاف الواحد من مكبل اليدين مقيدي القدمين معصوب العينين، ذاك الذي يعيشه الغرب أجمع -ولا أثق في التصريحات والتصريحات المضادة، فإنهم يحسنون توزيع الأدوارـ وهو يرى الإسلام على هذا الحال، لكن له ململة لن تنتهي إلا والإسلام حر طليق يحلق بجناحيه فوق الكرة الأرضية يملؤها عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا، ويوزع الغنى بعد أن ساد الفقر، وينشر الأمان بعد أن سيطر الخوف، ويصير هو صاحب الكلمة يأمر وينهى، وترى القوم عند قدميه صرعى، يطلبون الصفح والغفران، ويقدمون لذلك كل قربان.
لذلك ومع مجيئ الرئيس الأمريكي الجديد أراد أن يستبق الأحداث هو ومن معه لسحق كل من توسوس له نفسه بتحيكم الشريعة الإسلامية، وحتى من يفكر في ذلك ولو في الأحلام. وكأن الزمان يعيد نفسه من واقع الفرعون الأكبر الذي أراد أن يسابق الزمن بقتل كل الأجنة حتى لا يكون لموسى عليه السلام فرصة في أن يرى النور ليزول ملكه بسب رؤيا أقضت مضجعه، لكن المشيئة الإلهية لا راد لها ولا معقب لها، فولد موسى عليه السلام وتلقى الرعاية داخل قصر الفرعون وكان نهايته على يد من رباه، وهو الذي لم يدخر جهدا للحيلولة دون ولادته بله نموه وكبره.
لا أظن أن أحدا منهم لا يعلم بهذه القصة التي تضمنت عجيب التدبير الإلهي، وأن العاقبة للمتقين. لكن الذين يسعون اليوم لمحاربة الإسلام بالتشويه والتضييق والاتهام والسجن والقتل… يعيشون حالة من عمى القلب والغباء القدري، ولا ينتبهون إلى قوله تعالى: “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” (الصف:8)، ولا يستفيدون من أحداث التاريخ التي وثقت لتعرض الإسلام لأبشع الهجمات الدموية الإقصائية، لكن أصحابها زالوا وبقي الإسلام شامخا، كل ذلك ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
لا خوف على الإسلام، بل الخوف على المسلمين.
فاللهم رحمتك بنا يا أرحم الراحمين.
الإسلام سينتصر بإذن الله ، لكن لن ينتصر إلا بأيدي وإيمان حامليه ، فهل سيكون لنا ذلك الشرف وما أدراك ما الشرف !!!؟
بارك الله فيك .مقال قيم.اللهم انصر من نصر الدين وخذل من خذل المسلمين.
العائق الكبير الدي يعيق انتشار الاسلام في الوقت الحاضر هم نحن العرب لاننا نسلك نفس طريق المغضوب عليهم .الاسلام له قوة دفع داتية لايحتاج الى احد.