نتيجة لفكرهم المادي.. أرقام مهولة لظاهرة الانتحار في الغرب
هوية بريس – ذ. طارق الحمودي
الثلاثاء 15 أبريل 2014
إنتاج الانتحار في شريعة الضرار
لعل من أقبح مساوئ الشريعة العلمانية، قوانينها وأنظمتها التربوية، قيامها على تغييب مقصود للجانب الروحي، وواقع حال بني علمان من ملاحدتهم وأشباه متدينيهم في الغرب شاهد على الآثار السلبية لهذا التغييب المقصود الممنهج، وهو مرض ينتقل بالعدوى الفكرية والتربوية إلى بلاد المسلمين لأسف، ومن مظاهر ذلك كثرة الانتحار.
فرنسا.. بلد العلمانية والحرية المطلقة.. تشكو من شدة وطأة الانتحار على التكوين الاجتماعي والنفسي للمجتمع الفرنسي.. وليست هي الأكثر من حيث حالات الانتحار في الغرب.. ومع ذلك فقد بلغت حالات محاولات الانتحار إلى نحو 220000 محاولة كل سنة، كانت منها 10500 حالة انتحار فعلية، كما في نشرة لموقع وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية لسنة 2013.
وأكثر الفئات انتحارا -كما رأيت في النشرة- فئات ما بين 45 و54 سنة، حظ الرجال من حالات الانتحار ثلاثة أرباع، وحظ النساء من المحاولات (غالبا بالأدوية والمواد السامة) 65 في المئة.
بل نص التقرير على أن الانتحار يحصد أرواحا بقدر ثلاثة أضعاف ما تحصده حوادث السير في فرنسا، ويمثل الشنق أغلب الطرق المستعملة.
وقد راودني سؤال غريب نوعا ما وهو:
يصدع بنو علمان رؤوسنا بالحديث عن منع الإعدام، باعتباره مضادا لحق الإنسان في الحياة، ثم تجدهم يصمتون صمت الصائم عن انتشار الانتحار في صفوف الإنسان!!!…لماذا؟ لست أدري إن كان لسؤالي هذا محل من النظر!!!
ومن طريف المسائل أن أستاذنا الدكتور عبد الله الشارف يقول في كتابه (تجربتي الصوفية/ص27/منشورات الزمن) وهو يتحدث عن فترة دراسته في فرنسا:
(ولقد أتى علي زمن في منتصف الثمانينات كنت فيه مولعا بمطالعة ما استجد في موضوع الانتحار، وذات يوم بينما كنت أقرأ عناوين الكتب التي لم يزد على صدورها أكثر من أسبوعين، وذلك في جناح خاص بالمركز الثقافي الشهير والمعروف بمركز(بوبورغ) أو (جورج بومبيدو)، إذا بعيني تقع على كتاب عنوانه: (الانتحار 260 طريقة للاستعمال)، أخذت الكتاب توا، وشرعت في قراءته بلهفة قوية، وإذا بي أكتشف العجب العجاب فيما يدور في عالم الانتحار الرهيب).
…ثم ذكر ما حصل من الانتقاد الحاد للكتاب… لأنه بعد الأسابيع التي تلت صدور الكتاب… ارتفعت نسبة حالات الانتحار… الناجحة!!!!!
والمتابع للإنتاج العلمي والأدبي والإعلامي فيما يخص الانتحار في فرنسا وحدها سيفاجئ بإحصائيات ودراسات مخيفة.. نسأل الله أن يعافي بلدان الإسلام منها.
كل هذا.. ويحرص بنو علمان المغاربة على استيراد الثقافة الغربية الفرنسية خاصة بكل ما فيها.. بإيجابياتها وسلبياتها.. دون الغربلة والانتقاء.. فهل يقصد بنو علمان في بلادنا إشاعة الانتحار بيننا..؟
ونظرة متفحصة لطريقة الشريعة الإسلامية في معالجة هذه الآفة دفعا ورفعا ستدله على مدى التفريط الحاصل من جهتنا في تحصين مجتمعاتنا.. ومدى الخراب الذي أصاب أنظمتنا الاجتماعية والتربوية.. بسبب تمادينا في تغييب الخطاب الروحي للمسلمين.. وإعراضنا عن تحكيم شرع ربنا في أنفسنا ومجتمعاتنا، في مدارسنا ونوادينا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله…
فاللهم احفظنا واحفظ بلادنا من آفات مخربة… وطواعين مهدمة… وأوبئة مدمرة… اللهم آمين.