«مارلين لوبان» واستحضار التاريخ
مسرور المراكشي
هوية بريس – الخميس 17 أبريل 2014
لقد خدعت الملكة إيزابيلا الأولى المسلمين في الأندلس، ولم تلتزم بتعهداتها لهم، ببساطة خانت العهد الذي قطعته على نفسها، وذلك بالحفاظ على حرية المعتقد الديني للمسلمين، لكن بمجرد تسلمها للمفاتيح ودخولها مدينة غرناطة، بعد انتصارها على آخر ملوك قبيلة بني الأحمر السلطان أبي عبد الله، حيث أنهت الحكم الإسلامي بالأندلس، مباشرة بعد دخولها وسيطرتها على الوضع أمرت بإقامة محاكم التفتيش ضاربة بعرض الحائط كل وعودها بضمان حرية المعتقد لغير الكاثوليك، فكانت الإبادة الجماعية للمسلمين، لقد خيرتهم الملكة إيزابيلا الأولى بين اعتناق الدين المسيحي أو الجلاء عن إسبانية، أما الخيار الثالث فهو الموت طبعا.
إن العودة للتاريخ والتأمل فيما وقع من مأسي يدمي القلب، لكن الاستفادة من الماضي ينير الطريق للحاضر، لاشك أن المسلمين في تلك الحقبة المظلمة واجهوا القتل، فمنهم من فر بدينه إلى المغرب، ومنهم من قضى وهم بعشرات الآلاف، ومع الأسف هناك من غير دينه تحث وقع التعذيب الرهيب.
لقد تعمدت العودة إلى قرون قد خلت، لربط الماضي بالحاضر، لأن المناسبة شرط كما يقال، ومناسبة هذا النبش في الذاكرة هو تصريح اليمينية المتطرفة الفرنسية “مارين لوبان” زعيمة “الجبهة الوطنية” حيث قالت -عقب فوز حزبها بعدة بلديات مكتسحة بذلك مناطق نفوذ الحزب الاشتراكي الفرنسي-: “..سنحظر تقديم الأطعمة على أسس دينية..” وهي تقصد بذلك الوجبات التي تقدم للتلاميذ المسلمين في المدارس الفرنسية حيث تراعي في ذلك الأطعمة المحرمة عليهم، ولا يقدم لهم إلا الأكل الحلال، وعلى رأس هذه الأطعمة المحرمة يتربع لحم “مستر خنز..ير”، وأضافت هذه المتطرفة فقالت: “..سنطبق العلمانية بحذافيرها.. ولن تعود الأمور كما كانت من قبل..”، قمة التسامح وقبول الآخرأليس كذلك؟ لقد دوخنا “فراخ فرنسا” بشعارها الخالد: “حرية/الأخوة/المساواة”، إن التيار الفرنكوفوني المغربي لا يمل من ترديد هذه الكلمات الجوفاء، وها هو اليمين المتطرف يكشر عن أنيابه ويوجه تهديدا صريحا للمغاربة المسلمين وباقي الجاليات غير “المسيحية”، فإزابيلا العصرية “مارين لوبان” خيرت التلاميذ المسلمين بين أكل لحم “مستر خنز..ير” أو الجلاء عن فرنسا، فلم يبق لهذه المتنبية إلا وضع حديث مرفوع أو “مركوع” يقنع المسلمين بالاندماج في ثقافة “الخمر والخنزير”، فعن الشيخ الهولندي “خيرت فلدرز” عن الشيخة “إيزابيلا” عن المحدثة “مارلين لوبان” قالت: “كولوا الخنزير تصحوا.. ومن لم يطعمه فليس منا”.
إن أوربا تزداد تطرفا سنة بعد أخرى، فكلما جاء استحقاق انتخابي إلا وتقدم اليمين المتطرف نحو الهيمنة، وهذا نذير شؤم علي التعايش، ففي سويسرا تمكن من منع رفع الآذان، وفي هولندا هاجم المغاربة وتوعدهم “بحرب” وفي فرنسا ها هي المتطرفة “لوبان” تقوم بالواجب حماية لعلمانية فريدة من نوعها، تشبه علمانية تركيا قبل حكم “أردوغان”، إنها ببساطة معادات الدين “الإسلام”، فهل نحن بصدد تكرار” سيناريو” طرد المغاربة من الأندلس؟
والغريب أنهم كلما ازدادوا تطرفا ازددنا تسامحا، فالخمر عندنا في المغرب من بين مبررات إنتاجه وتسويقه هو مراعاة ذوق ورغبة “مادام مارلين ومستر خيرت وبيير..”، فعندما تحرج مسؤولا لماذا نبيع الخمر ونحن مسلمين؟ يكون جوابه يا بني نبيع الخمر للأجانب فقط، إضافة لذلك نقدم لهم “مستر خنزير” وهو محمي رغم تكبيده لخسائر فادحة للفلاحين الصغار طبعا نحافظ عليه كي لا نتهم بعدم التسامح مع “بني حلوف”..
فدولة “أنكور وأنكورو” اتخذت إجراء مضاد حماية لثقافتها، فما المانع من اقتباس تجربتهم؟
أولا: نقوم بترحيل “مستر خنزير إلى أوربا.. أو إنهاء تواجده ببلادنا إرضاء للفلاح الهاشمي بن رحال، وذلك بمنح الفلاح المغربي حرية التصرف مع هذا المخرب إرث الاستعمار.
ثانيا: إجبار الفرنسين خاصة أو الأوربيين عامة على أكل لحم الحولي “الصردي” مثلا.
ثالثا: منع إنتاج أو بيع الخمر للأجانب المقيمين بالمغرب أو السياح وإجبارهم على شرب الشاي المشحر على “الفواخر” والمنسم بالتخالط “شيبة، عطرشة، مردالدوج..” ومن أراد شرب الخمر فعليه بسفارة بلده.
وهناك بعض الإجراءات قيد الدرس سنعلنها بعد اكتمال المشاورات مع مبعوث دولة “أنكورو أنكورو”، وابالمعطي أشظهر ليك فهذ النصرانية؟ أولدي هديك راها كتحرث بلازريعة.. واش الخروف بحال الحلوف.. يا بني حلوف؟؟؟