أنقذوا قداسة الكعبة المشرفة من مهووسي الحب و الغرام: عبث بالمقدسات أو خلل في العقليات
هوية بريس – رحمة معتز*
تداولت المواقع الاجتماعية أمس مراسيم عرض خاتم الخطوبة لفتاة وشاب في رحاب الكعبة المشرفة، في إيحاءات إلى برمجة مسبقة للأمر أو تحد للقدسية المكانية، أو لعله لهيئة الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف، المسماة رسميا بهيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر التي تعبث بالناس و مواقفهم في رحاب الكعبة حين تكون مواسم العمرة أو الحج، عكس ما تكشفه هذه الواقعة أنهم غافلون او اعجبهم التبجح بالتشهير بالحب و تجلياته امام ناظريهم، أو غاظهم الموقف و ليتهم يستطيعون محاكاة الفعل ذاته في مجتمع قل المنصفون فيه علنا في مشاعرهم و احاسيسهم خلافا لما هم عليهم في الخفاء بالحل او الحرمة، و هم يعيشون مجتمع الثنائية النفسية والعقلية و العلمية و الاجتماعية و كل تجليات الانسان في ذاته او موضوعه.
و عودا الى الواقعة التي أثارت شبهات الجهر بالحب و تجليات الرومنسية لا خلاف لاحد عن هذه الاحاسيس و يبقى التساؤل عن مراسيمه والشكل الذي يبيحه رب الكعبة التي ارادوها تبركا في موقفهم، و هي مخالفة لما يلزم في فترة الخطوبة او حتى عرضها، فلم ير الفقهاء لمسألة الخطبة في المسجد أثر . بينما تكلموا في عقد القران بين الاستحباب و الجواز، مستندون في ذلك الى حديث عن عائشة رضي الله عنها : بلفظ اعلنوا النكاح، واجعلوه في المساجد، و اضربوا عليه بالدفوف، و هو حديث قال فيه الامام الترمذي غريب حسن.
هذا ان قلنا بالإباحة عند الفقهاء يبقى الفعل الواقع حاليا خطوبة بطقوس ذاتية و موضوعية للأمر:
- عدم احترام قداسة المكان.
- – مدعاة لعبث الثقافات المختلفة .
- عدم احترام ثقافة اهل البلد.
- عدم اعتبار الشروط الشرعية في الخطبة .
و غيرها من الامور التي يمكن ادراجها في الامر، و يبقى اللوم على اهل العلم في المملكة ان يتناولوا الواقعة بنوع من الجدية العلمية و سن توضيحات علمية و شرعية للمحافظة على قدسية المكان و المعني بالأمر المفتي العام للمملكة إن كان في وقته حيز لهذه النازلة، التي يمكن أن تجعل الكعبة العوبة لمهووسي الحب و الرومنسية و ما أكثرهم في عالمنا العربي خصوصا و الاسلامي عموما .
*باحثة في فقه الواقع و النوازل و مهتمة بقضايا التطرف و الفكر التكفيري.
أين حرمة المكان و تعظيم الله في النفوس أين هو الحياء الذي غاب عن أذهان كثير منا بل أين هم العلماء وهيأة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.