مسار مضطرب الأزرار في الكولسة والرمي به خارج حكومة العثماني
عبد الله مخلص – هوية بريس
رفضت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية استوزار إدريس لشكر في حكومة العثماني، وطالب كثير من قياديي الحزب بإيقاف مسلسل التنازلات التي ستأثر كثيرا على مسار المصباح.
فلشكر الذي سبق وأقسم بالأيمان المغلظة في نوفمبر الماضي أنه لن يكون وزيرا في حكومة بنكيران، عاد وناشد نفسه بمراجعة قراره من خلال بلاغ صدر عن المكتب السياسي لحزب الوردة البنفسجية.
ووفق ما صرح به محمد يتيم، فقد وافق لشكر خلال المفاوضات مع بنكيران دخول الحكومة، وأكثر من هذا اقترح الإعلان عن تشكل الأغلبية بدون انتظار الأحرار غير أن بنكيران رفض، مفضلا انتظار حزب الحمامة.
ليعود لشكر بعد ذلك وينقلب على عقبيه ويصطف مع من كان يسميهم بالأمس القريب بـ”أحزاب الإدارة”، ويهاجم بنكيران بقوة مصرحا بأنه “إلا بغيتي تجلس معاه خاصك عون قضائي”!
عقب ذلك غضب بنكيران على لشكر واعتبر أن القبول به ستكون له كلفة على الحياة السياسية كلها، وليس على البيجيدي وحده.
فتضارب وتناقض مواقف لشكر، المعروف بقدراته العالية على “الكولسة”، لم تجرَّ عليه غضب بنكيران فحسب بل سخطا جماهيريا وحزبيا أيضا.
وفي هذا الإطار صرح معروف البكاي، عضو اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن “لشكر قام بمهمة قبيحة بإيعاز من بعض الجهات، وأنه بهدل الاتحاد.. وهاد اللعب كبير عليه”.
ووصف محمد زيان الأمين العام للحزب الليبرالي المغربي لشكر وحزبه بالخائن الذي خان أربع أو خمس مرات، محملا إياه مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة.
كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعبارات الساخرة والنابية في حق ادريس، وذكروا بكثير من أقواله ومواقفه والفضائح التي عصفت به من ضمنها “أراضي خدام الدولة”، حيث سبق وأن اعترف الرفيق في تدوينة له على جداره الرسمي بالفيسبوك: أنه يملك وزوجته “البقعة رقم 68 في تجزئة الزاهرية منذ يناير 2003”.
يجدر بنا التنبيه أن لشكر وبمجرد وصوله إلى منصب الكاتب العام؛ ما فتئ يثير الاستغراب بخرجاته المثيرة للجدل، ومن بينها مطالبته بتغيير حكم الله تعالى في تقسيم التركة، و”ضرورة فتح جبهة ثقافية ضد التيار المحافظ”؛ و”تحيين المشروع الاشتراكي الديمقراطي، ثم الإصلاح الدستوري وفق التصور العقلاني التنويري وليس الإسلامي الظلامي الذي يعيد طقوس السلف الصالح”.
وأصدر في هذا الصدد عبارات من قبيل أن “المدافعين عن تدريس اللغة العربية بغتو يخرجوا لنا الفقها”، ونادى ولا يزال بتجريم نظام تعدد الزوجات، كما وصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، بالمثلة الجاهلية..
اليوم؛ وبعد صراع طويل مرير، رفضت الأمانة العامة للمصباح بالإجماع استوزار مضطرب الأزرار، وأفادت مصادر مطلعة أنه تقرر أخيرا إبعاد إدريس عن لائحة الاستوزار، والاكتفاء بإعطاء حزبه، الذي ظفر برئاسة البرلمان، حقيبة وزارية واحدة ومنصب كاتب الدولة.