لا يفتأ الفصيل العلماني الاستئصالي من الاستهزاء ببول الإبل، وسب وشتم الإسلاميين بوصفهم “شاربي بول الإبل”! في إشارة إلى ثقافة الصحراء والبدونة والتخلف.
وقد قادوا مؤخرا حملة شعواء ضد الدكتور زغلول النجار، عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ورموه بالتهم نفسها.
علما أن ما يسخرون منه ويستهزؤون به ثابت شرعا وعلما وواقعا وعرفا.
فقد وجه سيد الخلق، نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، بعض المرضى إلى الشرب من بول الإبل وألبانها.
جاء ذلك في صحيح البخاري 2855 ومسلم1671، وغيرهما، من حديث أنس بن مالك قال: (قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتووا المدينة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها” ففعلوا، فلما صحوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وحاربوا الله ورسوله..” الحديث.
وفوائد أبوال وألبان الإبل الصحية كثيرة ومعلومة عند المتقدمين من أهل العلم بالطب كابن سينا مثلا.
قال ابن القيم رحمه الله: قال صاحب القانون -أي : الطبيب ابن سينا-: “وأنفع الأبوال: بول الجمل الأعرابي وهو النجيب” انتهى. زاد المعاد 4/47-48.
وفي بحث قامت به الدكتورة “أحلام العوضي”، حول الأمراض التي يمكن علاجها بحليب الإبل وأبوالها أكدت أن: “أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية كالسعفة -التينيا-، والدمامل، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان وشعره، والقروح اليابسة والرطبة”.
وأشارت إلى أن “لأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه، كما يزيل القشرة من الرأس، وأيضا لألبانها علاج ناجع لمرض الكبد الوبائي، حتى لو وصل إلى المراحل المتأخرة والتي يعجز الطب عن علاجها” اهـ.
وفي دراسة بعنوان: “المكونات الكيميائية وبعض لاستخدامات الطبية لبول الإبل العربية” يؤكد الدكتور محمد أوهاج: “أن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عال من: البوتاسيوم، والبولينا، والبروتينات الزلالية، والأزمولارتي، وكميات قليلة من حامض اليوريك، والصوديوم، والكرياتين”.
وأوضح د.أوهاج في هذا البحث أن “بول الإبل يعمل كمدر بطيء مقارنة بمادة “الفيروسمايد”، ولكن لا يخل بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى التي تؤثر فيها المدرات الأخرى، إذ إن بول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات، كما أنه أثبت فعالية ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات، وقد تحسن حال 25 مريضاً استخدموا بول الإبل من الاستسقاء، مع عدم اضطراب نسبة البوتاسيوم، واثنان منهم شفوا من آلام الكبد، وتحسنت وظيفة الكبد إلى معدلها الطبيعي، كما تحسن الشكل النسيجي للكبد، ومن الأدوية التي تستخدم في علاج الجلطة الدموية مجموعة تسمى FIBRINOLTICS، تقوم آلية عمل هذه المجموعة على تحويل مادة في الجسم من صورتها غير النشطة PLASMINOGEN إلى الصورة النشطة PLASMIN، وذلك من أجل أن تتحلل المادة المسببة للتجلط FIBRIN أحد أعضاء هذه المجموعة هو UROKINASE الذي يستخرج من خلايا الكلى أو من البول كما يدل الاسم (12) (URO).
هذا وقد خلصت دراسات غربية إلى النتائج ذاتها، لعلنا نقف معها في ورقة قادمة.
لعل بعض الناس يعافون من منطلق بشري شرب بول الإبل، وهذا يمكن تفهمه، لكن الإنسان بحثا عن العلاج يمكنه أن يأكل أو يشرب ويقوم أيضا بما هو أبعد من ذلك بكثير.
وحديثنا في هذا العمود موجه بالأساس إلى الفصيل الاستئصالي الذي يعمد إلى “الطنز الخاوي” والاستهزاء بمن قال بشرب بول الإبل، علما أن كثيرا من هؤلاء المستهزئين مدمنون على شرب الخمر وتدخين السجائر… ولا تخفى على أحد الأضرار الكبيرة لهذه الخبائث على صحة الإنسان وحياته.
فكل إنسان عدوُّ ما جهل، {بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه}.
وهدف هذا الفصيل المتطرف من الهجوم على المهتمين بالإعجاز العلمي هو الفصل بين العلم والدين، وخلق حالة من التناقض بينهما، لا التوافق، وقد حاولوا ذلك في كثير من المحطات، لكن الخذلان كان دائما حليفهم..