رحلة موت لشاب روهينغي مسلم
هوية بريس – وكالات
الموت شاخصا فاغرا فاه، شاهده الشاب الروهينغي المسلم عبد السلام وهو يتلقى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل في أقفاص داخل غابة لحمله على افتداء نفسه من عصابات تجار البشر، حيث كان شاهدا على استغلال جنسي بشع لمواطناته المسلمات الروهينغيات.
لم يكن الخيار سهلا أمام الشاب عبد السلام الروهينغي، حين اضطر للفرار من وطنه بولاية أراكان غرب ميانمار تاركا والديه وأخواته.
لم يكن أمامه إلا الاختيار بين أن يعيش تحت وطأة جنود ميانمار ومعاملتهم القاسية، وبين أن يخوض تجربة الهروب عبر قوارب تجّار البشر ويواجه حياة قاسية أخرى على أيدي من يعتبرونه سلعة تباع وتشترى.
روى عبد السلام تفاصيل قصته لوكالة أنباء أراكان حين التقته في حي من أحياء تايلند، حيث يعمل لدى أسرة خادما منذ ثلاث سنوات ويحاول البقاء ما استطاع في منزلها خشية الوقوع في أيدي السلطات التايلندية فتقوم بترحيله إلى ميانمار.
يقول عبد السلام “كنا نعيش حياة أشبه بالموت في ولاية أراكان، فالبوذيون يعتبروننا دخلاء مهاجرين -رغم أن جميع أجدادي من أراكان- ويعاملوننا بعنصرية مفرطة، والسلطات الميانمارية حرمتنا من حق التعليم والعلاج ويريدوننا أن نرحل عن أرضنا أو أن نكون عبيدا لهم.. هكذا يريدوننا وهكذا يعيش كثيرون من أهلنا في الولاية”.
ويشير عبد السلام إلى أنه حين همَّ بالرحيل عرف أن هناك مجموعات سرية تعمل مع الجيش وحرس الحدود، يسهلون الرحيل عبر تجار البشر. “ركبت إحدى هذه السفن المخصصة للبضائع بعد أن دفعت كل ما أملك وودعت أهلي، وهنا بدأت رحلة عذاب قاسية”.
ويضيف “كان تجار البشر يضربوننا بشدة ويحرموننا من الأكل، وظللنا أياما دون ماء حتى كدنا نموت، وكانوا يجوعوننا عمدا حتى لا نقوى على مقاومتهم، ومن كان يطلب الماء من شدة العطش أو قليلا من الأرز كانوا يوسعونه ضربا، وهكذا مضت رحلتنا حتى سلمونا إلى مجموعة على حدود تايلند، حينها ظننا أن عذابنا قد انتهى ولم نكن نعلم أننا دخلنا نفقا جديدا أشد قتامة من الأول”.
ويتابع اللاجئ الروهينغي أن تجار البشر اقتادوهم إلى مناطق بعيدة داخل الغابات حتى أوصلوهم إلى أقفاص وجدوا أن روهينغيين مسلمين كانوا قد سبقوهم إليها، حيث مورس بحقهم أشد أنواع التنكيل والتعذيب لإجبارهم على دفع فدى. “رمونا فيها ومارسوا بحقنا كل أنواع الابتزاز لطلب أموال مقابل إطلاق سراحنا.. كانوا يعذبوننا يوميا ويجبروننا على الاتصال بذوينا لافتدائنا من أيديهم”.
ويسترسل الشاب المسلم في حديثه “هنالك مات الكثيرون أمام عيني، وكانوا يستغلون النساء الروهينغيات جنسيا بشكل فاضح، وهكذا ظللت تحت وطأة الابتزاز والتعذيب حتى افتديت منهم”.
ويوجه عبد السلام قصته هذه كما يقول إلى الروهينغيين الذين يضطرون لترك بلادهم بسبب الاضطهاد الديني والعرقي الممنهج، ويقول إنه أصبح الآن مشردا في تايلند يبحث عن ذاته وهويته المسلوبة ويبحث عن وطن يلمّ شتاته وشتات مئات الألوف من أمثاله.