سلفية الإخوان وإخوان السلفية
عبد الله زين العابدين
هوية بريس – الأربعاء 14 ماي 2014
حين نرى الأمور بالميزان الشرعي يصعب علينا تحمل الأحكام الصادرة في حق بعض الأفراد. أو بعض الجماعات أو بعض المواقف مثال ذلك الحديث عن الإخوان المسلمين ومن سلك مسلكهم في الدعوة إلى الله وموقف النصوص الشرعية من دعوتهم وحركتهم.
لقد ظهر لي ما لا يسعني التردد فيه أو التراجع عن التصريح به من أن كثيراً من القرارات المصادمة للدين قد تسربت في ظل الصراع الإخواني مع التيار العلماني خصوصا في مصر وهي قرارات عقدية؛ كانتشار التشيع، وبناء الحسينيات، وتغليب التنصير، وإقامة الكنائس؛ وتوقيف حركة الدعوة السلفية وتشويه تصوراتها عبر قنوات لا تحسن سوى الحديث عن التوقيع والمباركة لكل إجراء مع إظهار المخالفة أحيانا للحفاظ على ماء الوجه، وأما الإخوان فهم غافلون عن هذا كله منهكون من جهتين الأولى: سياسية جريا وراء إرجاع الشرعية بأي ثمن ولو على حساب الشرع.
الثانية: اجتماعية حيث إن العدو تعامل معهم بما لم يكن يتصوره أحد من طغيان، وظلم وانتهاكات، ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة والله المستعان.
مما يأباه كل عاقل وتشمئز منه الطباع السليمة والفطر النقية بل يراه الكثير؛ أن هذه حرب على الإسلام والمسلمين في شخص الإخوان، ويعذر بقوله هذا لهول المشهد؛ لكن نقول له: إنهم لا يمثلون الإسلام ولا كل المسلمين، والقلق من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم…” الحديث فموجب هذا التواد والتراحم نقول إنهم: خولوا للأعداء الطعن في الدين جهلا لا قصدا وتحزبا لا اجتماعا وتسيسا لا تدينا وليقضي الله أمرا كان مفعولا.
وهذه الجهة هي التي خولت لهم كسب التعاطف معهم عند عموم الناس لكن في الحكم الشرعي لا تأثير للعواطف، ومن هنا نظر جمهور العوام وعوام العلماء إلى الموقف السلفي بأنه ليس سويا فهؤلاء لا يحبون الحديث عن الانحرافات العقيدة والانزلاقات المنهجية في ظل ما يجري بل يعتبرون الردّ والاعتراض تشريعا للجزار وتبريرا للظلم والطغيان.
إنهم يجعلون مكانة الشخص فوق مكانة النص وما يدريك لعل ما حصل داخل في قوله تعالى: “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ“.
والمقال له ماله وعليه ما عليه، والكمال لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.