أصدرت هيئة علماء ليبيا أمس بيانا بشأن إدراج اسم مفتي عام ليبيا على القائمة المتهمة بالإرهاب من طرف دول خليجية.
وجاء في بيان الهيئة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد تابعت هيئة علماء ليبيا باستغراب واستنكار شديدين وضع اسم مفتي الديار الليبية وعضو هيئة علماء لييبيا الشيخ العلامة الدكتور (الصادق بن عبدالرحمن الغرياني) على قائمة الإرهاب من قبل بعض الدول الخليجية ومن سار في فلكها.
والهيئة إبان ذلك لتؤكد على الآتي:
عدم وضع تعريف محدد للإرهاب من الدول الكبرى وأتباعها فتح الباب على مصراعيه ووفر المرونة الكافية لاتهام الشرفاء والبرءاء وقلب الموازين والحقائق للتخلص من الخصوم بتهمة الإرهاب.
اتهام أهل العلم والفضل بالإرهاب لا يصدر إلا عن أحد فريقين:
فريق يعادي الله ورسوله يغيظه ما ينشره أهل العلم في الناس من الفضيلة والطهر والخير، كما قال تعالى: (أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ). الأعراف 82
أو فريق مغرر بهم لا يعلمون من أمور الناس إلا ما قاله لهم إعلام الفتنة.
العلماء ورثة الأنبياء؛ وقد كانت بنو إسراءيل تسوسهم أنبياؤهم، فلم يسمح اليوم لكل من هب ودب وطار ودرج ممن لم يحصل علما ولم يرزق فهما بالحديث في الشأن العام في حين يمنع عنه المخلصون ممن ملكوا أدوات الاستنباط ومقاييس النظر.
الشيخ الصادق عالم جليل اجتمع فيه موجبان من موجبات الإكرام كبر السن والعلم قال عليه الصلاة والسلام: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم) رواه أحمد… وقال (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه أحمد والحاكم وقال الهيثمي: إسناده حسن.
سماحة المفتي تشهد سيرته بعلو كعبه في العلم وتمكنه من أدواته، وإتباعه للعلم العمل لا ينكره إلا جاحد أو معاند.
وهو في الوقت ذاته مفتي الدولة من حقه أن يتناول الشأن العام بما يمليه عليه ميثاق الله الذي أخذه على أولي العلم فضلا عن وظيفته، وكل دروسه ومحاضراته ولقاءاته تؤكد وقوفه في وجه التطرف والغلو والظلم أيا كان مصدره والجهة التي تقف وراءه.
تعزي الهيئة مفتي البلاد وتذكره بما لا يجهله من كلام الله جل في علاه:(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) آل عمران 186
تذكر الهيئة قنوات الإعلام وصفحات التواصل وكل المدونين وعامة المسلمين بأمانة الكلمة ومسؤولية نشر الكذب واتهام الصالحين وتحذرهم عاقبة ذلك فإن الله سبحانه يقول (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) النساء 111.