قَطْرَان المغرب ولاَ عْسل الإمارات!!
هوية بريس – لطيفة أسير
وأنت تقرأ خبر مشاركة ثمانية عشر ألف إمام مغربي في مسابقة اللجوء إلى الإمارات، تتذكر المثل المغربي القائل (حَتّى مُشّْ مَا كَيَهْرَبْ منْ دارْ العَرْسْ)، محاولة هروب جماعية تذكرنا بالهجرة التاريخية التي شهدها قطاع التربية والتعليم قبل سنتين، حين استفاد أكثر من 12 ألف أستاذ من التقاعد النسبي، بعد أنْ طفح بهم الكيل وكلّت ظهورهم عن حمل ذاك العبء التربوي التعليمي الثقيل.
ذاتُ الأمر ينطبق على الأئمة المغاربة اليوم، فالكلّ يعلم أوضاعهم المادية والاجتماعية المزرية، والكثير منّا يلاحظ في مساجد الأحياء الشعبية والدواوير كيف أن الناس هم من يتكفلون في نهاية الشهر وفي المناسبات الدينية بجمع إعانات مادية لهذه الفئة المهمشة، لمساعدتهم على تحمّل أعباء الحياة الصعبة، مع عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم من الناحية الدينية والتربوية!!
إلى جانب التضييق الشديد عليهم من الوزارة وإلزامهم بقوانين مشددة في الخطابة ومواضيع قد لا يجد الخطيب جدوى من عرضها على الناس في ظروف عصيبة تُحاك فيها مؤامرات على الدين ومصادره وتشريعاته، فيجدون أنفسهم ملزمين بالخوض في مواضيع هامشية قد أَيِس اللسان من ترديدها، وملّت الأذن من سماعها، في إمعان غريب لعزل المسجد عن الحياة العامة، وجعل الدين حِكرا على هذا المربع لا يبرحه.
وغير خافٍ عنّا حملات التوقيف التي باتت سنّة عند وزارة الأوقاف، فما تكاد تمرّ أيام حتى نسمع بتوقيف إمام هنا أو هناك، بحجة عدم احترامه لثوابت الأمة، أو خروجه عن نص الخطبة ـ أو استنكاره لمنكر علا صوته في المجتمع!!
وقد لخّصت هذه الشهادة -التي قرأتها على صفحة بمواقع التواصل الاجتماعي- وجها من أوجه هذه المعاناة (هناك من الأئمة والخطباء من أفنى عمره في المساجد، يؤم المصلين، يُصلح بين الناس، يحضر الجنائز ويتولى تسييرها بل ويغسل الموتى، يحضر الولائم ويتولى تسييرها، يتولى تسمية المواليد ويذبح العقيقة، يتولى تعليم الأطفال القرآن الكريم، يعلمهم أمور دينهم، يتحف مجالس الناس بالقرآن الكريم و الدروس والدعاء، مهمته لا تعرف العطل ولا الإجازات كما هو معمول به في الدول الإسلامية الأخرى، مهمته موزعة على اليوم والليلة منذ الفجر إلى ما بعد صلاة العشاء، ناهيك عن الكثير من المراقبين و المرشدين والموظفين الآخرين المسلطين عليه من قبل وزارة الأوقاف، يراقبون حركاته وسكناته ومن يجالس، بل ويُراقب حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، يحرم عليه الإدلاء بمعاناته للإعلام وللرأي العام الوطني، يحرم عليه تنظيم إطار قانوني يدافع عنه كسائر القطاعات).
لذا لا لوم ولا عتاب إنْ فكّر أئمة مساجدنا في الفرار من هذا التضييق، وآثروا البحث عن مكان آخر يضمن لهم حياة كريمة ماديا ومعنويا. لكن معذرة أئمتنا: لماذا الإمارات؟
لماذا هذا البلد بالذات الذي رَفعت الأيام عنه الحُجُب فبدا في أبشع صوره من النفاق والخداع، لماذا هذا البلد الذي أثبت قادته بمواقفهم الصريحة عداءهم للدين ولكل من يدافع عنه، وتأكّد للجميع أنهم اليد اليمنى لأعداء الدين، يسعون بكل ما آتاهم الله من أموال ونِعم لتفريق الأمة والإمعان في إذلالها وقهرها، وتسليمها بدم بارد للروافض واليهود.
حتى ولو منحتكم هذه الدولة عشرات الأضعاف مما تتقاضونه هنا، حتى لو أغدقوا عليكم من المال والنعيم ما ينسيكم سنوات القهر والذل، فالواجب أن لا تقبلوا، لأن مصلحة الدين مقدمة على مصلحة الذات، والحرّ يموت ولا يأكل بدينه.
وكما قال أبو العتاهية:
شرّ أيّامي هو اليومُ الذي…أقبلُ الدنيا بديني عِوضا
عسل الامارات افضل بالقطران المغرب.لا الواجب ياخي الكاتب ان تقبل اي وظيفة مهما كانت وفي اي دولة كانت بما انها ستحسن امورك المادية والمعنوية وتعطي لك حقوقك كاملة فاين الخلل ؟ان الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة .
نعم نحن دولة اسلامية ونحن مغاربة ونحب المغرب ونحب الملك .ولاكن حقوقنا مهضومة ولاتوجد حماية ولاتستطيع ان تتكلم في اي شيء تريده ؟ والدولة تسلط عليك المراقبين والمرشدين والمندوب والسلطة والقرينة كاحلة .. و .. و وكأن الامام المسكين يصدر الصواريخ والنووي الى العالم ..كفانا قهرا وظلما