اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جدة
هوية بريس – متابعة
الخميس 19 يونيو 2014
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، اليوم الخميس بجدة، إن السياق الحافل بالأحداث في بعض البلدان الإسلامية، ألقى بثقله على أشغال الدورة الـ41 لاجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا الاجتماع، أن “الدورة 41 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي انعقدت في سياق حافل بالأحداث في العالم الإسلامي، بالنظر إلى كون العديد من البلدان تشهد توترات، وبطبيعة الحال فإن هذا السياق، ألقى بثقله على أعمال الاجتماع”.
وأشار إلى أنه “تم بحث القضية العراقية لمرات عدة، نظرا لزحف جهاديي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) والمخاطر التي يشكلونها على دول المنطقة”.
وفي هذا الصدد، أبرز مزوار الوعي المتنامي للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم (داعش) “على الرغم، وهذا طبيعي، من وجود اختلاف في وجهات النظر بشأن هذا الموضوع”.
هذا الوضع، يضيف مزوار “يفرض على مختلف القوى السياسية العراقية، ومختلف التوجهات داخل العراق، التحرك من أجل التوصل إلى حل يفضي للوحدة الوطنية والتوافق”، لأن “التهديد هو العدو الأول الذي يؤدي إلى التطرف الذي يمثل خطرا كبيرا وليس الخلافات السياسية الطبيعية التي يمكن أن تكون موجودة داخل أي بلد”.
وفي هذا الصدد، قال مزوار إن المشاركين حذروا من تنامي حدة “الخلافات الطائفية والأبعاد التي قد تتخذها”، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تشكل “تهديدا حقيقيا ليس فقط للعراق وحده ولكن للمنطقة برمتها وكافة دول العالم الإسلامي”.
وأضاف الوزير أنه فضلا عن الوضع في العراق، بحث المجلس أيضا الأزمة السورية والمخاوف الإنسانية من تداعياتها.
وفي هذا الصدد، قال صلاح الدين مزوار إنه تم توجيه نداء لبلدان منظمة التعاون الإسلامي، من أجل اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة القضية الإنسانية الناتجة عن النزاع السوري وضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه “لا يمكن أن يحدث تقدم بشأن تنفيذ قرارات مؤتمر جنيف 1 دون وقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف”.
وفي ما يتعلق بقضية القدس، قال مزوار إن مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي شدد على ضرورة التطبيق الفعلي للقرارات المتخذة في الاجتماع الأخير للجنة القدس بمراكش، مشيرا إلى أنه تم توجيه نداء إلى جميع البلدان من أجل “تعبئة الموارد الضرورية لتمكين لجنة القدس من القيام بعملها في المسار الذي تم تحديده خلال اجتماعها الأخير”.
وبخصوص النزاعات التي تشهدها بلدان أخرى، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى، أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن انشغال المجلس بهذا الشأن والذي شدد على “ضرورة المضي قدما في عملية حل هذا المشكل”.
وبالنسبة لمسألة المصالحة في مالي، قال مزوار إن وزراء الخارجية بدول منظمة التعاون الإسلامي شددوا على “أهمية المضي قدما نحو تنفيذ تعهدات اجتماع واغادوغو من أجل حل هذه المشكل”، داعين مختلف الزعماء إلى التفاوض من أجل تنفيذ القرارات التي تم اعتمادها وكذا القرارات التي يتضمنها اتفاق واغادوغو والذي تم التوقيع عليه بين مختلف الأطراف، لإيجاد حل لمشكل شمال مالي في إطار الوحدة الوطنية لمالي”.
كما أثيرت قضايا أخرى خلال هذه الدورة، يضيف الوزير، تتعلق بضرورة تطوير آليات اقتصادية جديدة لتعزيز الشراكة وتطوير قطاع القروض الصغيرة، وتنمية القطاعين الثقافي والعلمي، وتعزيز آليات الحوار.
وتم أيضا، خلال هذا الاجتماع، بحث مسألة إعادة تنظيم منظمة التعاون الإسلامي من أجل إعطاء عملها نجاعة أكثر، مبرزا أن هناك “وعي واستعداد لتطوير عمل المنظمة”.
وخلص الوزير إلى أن “اجتماع جدة كان غنيا جدا وعرف مناقشات صريحة، مع التعبير عن انشغالات حقيقية”.