أطل علينا أحمد عصيد على قناة فرانس 24 الفرنسية المفرنِسة ليقدم تحليلا خبيثا لحقيقة ما جرى في حافلة الاغتصاب، فكان من لؤم الزعم وخبث التحليل ومنتن الاعتبار على لسان السي عصيد..:
إن ما وقع مؤشر على الرغبة في إقصاء المرأة من الفضاء العام.
وإن سبب الرغبة في إقصاء المرأة من الفضاء العام هو شيوع التطرف على يد الأيديولوجية الإخوانية والوهابية… التي وصفها بالمخربة والهدامة، وهي لغة سيسية حفترية بشارية إماراتية معروفة، وكأنني بسفير أبي ظبي يتحدث…!
نتيجة هذا القياس المنطقي العصيدي اللئيم هو:
إن ما وقع من تحرش سببه الأساس هو الإخوان المسلمون والوهابية…!!!
“وما فيا منضحك هاد الصباح”.
سبب لؤم هذا القياس المعصد أن صاحبه يزعم به أن أولئك المراهقين اغتصبوا تلك الفتاة بالأساس بدافع أيديولوجي متطرف ثم بدوافع أخرى…
وقد كان على وشك أن ينسبهم للفكر الداعشي وفق التفكير العصيدي، وهذا قمة الاستحمار لمشاهدي فرانس 24…
ثم يا ابن الأوموسابيانس أليس هؤلاء الإخوان والوهابية كما تصفهم يدعون إلى قوله تعالى: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أن أدنى أن يعرفن فلا يؤذين”؟ أليس قصدهم بهذا دفع مثل هذا الأذى الذي حصل للمرأة والذي سببه الأساس كما تقول مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط حول العنف ضد النساء بالفضاءات العامة بالمدن (سنة 2009) هو العري؟ فكلما زاد العري زاد العنف ضد المرأة…
فمن 75% في صفوف ذوات الألبسة القصيرة إلى 61% من ذوات الألبسة الطويلة دون خمار على الرأس إلى 34% من لابسات الجلابات والخمار…ولو زدنا لقل العدد وسط لابسات الجلباب الشرعي.. ثم المنتقبات.. إلى نحو الصفر في المائة!
هذا ما يتجنب أمثال عصيد وغيره ذكره وتحليله.. لأنه سيحلل تدليسهم في حمض الإحصائيات والأرقام في حمض الواقع والشاهد، لكنهم لا يبصرون، وإن أبصروا يكذبون.
سيفسد عصيد قياسه هذا حينما يؤكد أن الدافع لما حصل هو عقلية الحشد التي تهيج الغرائز كما يقول، فالدافع إذن غريزي وليس أيديولوجيا يا عصيد… وكما يقول غوستاف لوبون نفسه: “فأعماله واقعة تحت النخاع الشوكي أكثر مما هي واقعة تحت تأثير المخ أو العقل”، إذن فالمسألة نخاعية لا أيديولوجية! وهذه هي عقلية “قلب شقلب” عند أحمد عصيد…
ومن جهة أخرى فإن نظرية النفسية الجماعية يجب أن يعتمد عليها هؤلاء في تفسير ظاهرة داعش، فوفق نظرية غوستاف لوبون فإن داعش تحركها الانفعالات التي تسببها الموجهات الخطابية المتطرفة لا الأيديولوجيات والأفكار.. ولكن العلمانيين لا يفقهون.. لأنهم “ينافقون”…!
زعم أحمد آل عصيد أيضا أن ما حدث سببه شهود هؤلاء المراهقين لمشاهد عنف ضد المرأة كل يوم داخل الأسرة المغربية…!!! وكنت أحسب أنه سيعلل ذلك بمشاهد العنف التي تبث على برامج القنوات الفضائية والإنترنت التي تصدر إلينا قيما فاسدة أهلكت الحرث والنسل…
هل يعلم عصيد أو لا يعلم أن أرقى دول أوروبا مثل السويد كما نشرته الصحف الغربية في وقت قريب يتزايد فيها التحرش والاغتصاب كل مرة… فهل سبب هذا هو أن الشباب السويدي والغربي عموما مدفوع بأيديولوجية إخوانية وهابية متطرفة كما قد يتجاسر على تأكيده الإعلام المصري المجنون؟!
أليس هذا الذي يحدث عندهم هو الذي نستورده عندنا؟!
ختاما أقول هؤلاء الذين تحرشوا بتلك الفتاة ينتمون إلى نفس النوعية التي تعترض الناس بالسيوف “التشرميل” وتسرق وتنهب وتثير شغب الملاعب… فهل هؤلاء “يشرملون” ويشاغبون ويسرقون لدوافع أيديولوجية متطرفة؟
أليس هؤلاء نتيجة لطريقة بني علمان في إفساد الناس بالقيم الفاسدة الوافدة عبر القنوات الإعلامية المختلفة دون أية حصانة دينية أخلاقية مغربية!