هل أفل نجم الإخوان؟
إبراهيم الصغير
هوية بريس – السبت 06 يوليوز 2013م
تعتبر جماعة الإخوان المسلمون جماعة إسلامية، حملت راية الإصلاح الشامل لجميع مناحي الحياة، ولقد ظلت زمنا طويلا تمثل المعارضة القوية، حتى مجيء ما يسمى بالربيع العربي الذي أوصلها إلى سدة الحكم، أسسها حسن البنا في مارس سنة 1928م بمصر كحركة إسلامية، لينتشر فكرها داخل وخارج مصر، مما أنتج جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، اقتداء بالجماعة الأم.
تهدف الجماعة إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر، وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الإخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين، كما أن للجماعة دورا كبيرا في دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبرها حركات مقاومة في العالمين العربي والإسلامي ضد كافة أنواع الاحتلال أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وغيرها من الحركات التي تنشد الاستقلال لبلادها.
وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، بمنهج التدرج. وشعار الجماعة “الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”.
تمتاز جماعة الإخوان المسلمين بتنظيم محكم، وتسيير متقن، لشؤونها الداخلية و الخارجية وفق أجهزة حيوية تعمل تحت إمرة المرشد العام، بقوانين ومساطر معقدة، فهي دولة مصغرة في تنظيمها داخل الدولة الأم.
أما من جانب الشريعة فقد أرادها مؤسسها إسلامية، حيث قال: “إن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف”.
ويضيف موضحا “أن فكرة الإخوان المسلمين جاءت نتيجة للفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية”.
ومهما كانت منطلقات الجماعة وأهدافها إلا أن أصحابها إخوة لنا في الدين، والاختلاف معهم في بعض المسائل لا يمنع من نصرتهم ومناصرتهم بمقتضى هذه الأخوة.
لقد ظل طموح الحكم يراود زعماء هذه الجماعة منذ تأسيسها، فكان من أسمى أهدافها المسطرة، وقد عانت الكثير في السجون قبل أن يتحقق لها هذا المراد.
والكل يتذكر ثورة 25 من يناير التي أطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك، وما سمي وقتها بالربيع العربي الذي نقل الجماعة من غياهب السجون ومقاعد المعارضة إلى سدة الحكم، محققة نجاحا في الانتخابات المصرية، فكانت فرحة العمر بالنسبة للجماعة بأسرها وتتويجا لجهود سنوات خلت من العمل و التحضير لهذه اللحظة التاريخية.
غير أن هذه الفرحة لم تدم طويلا، فهي لم تتجاوز السنة الواحدة، حتى طالعتنا الأخبار بوضع حد لها يوم الأربعاء، بانقلاب عسكري مدبر، خبر نزل كالصاعقة على أعضاء الجماعة والمؤيدين على حد سواء، لتعود لعنة المطاردات والملاحقات من جديد، وكأن السجون اشتاقت لهم.
مرحلة تستدعي من القائمين على شؤون هذه الجماعة وقفة صادقة مع أنفسهم لتصحيح ما يمكن تصحيحه، وترميم ما ينفع معه الترميم وتحديد أخطاء هذه المرحلة للاستفادة منها مستقبلا.
لقد صارت هذه الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر في هذه المرحلة، فزاعة لغيرهم، ودرسا يلقن لكل من سولت له نفسه الرقي في درجات السياسة التي لا تعترف بدين ولا تنبني على أخلاق.
فهل هي يا ترى؛ استراحة محارب مفروضة، فرضتها اللعبة السياسية مضحية بهم؟
أم أنها نتيجة أخطاء مكلفة لم تكن في الحسبان نتائجها؟
وهل سينجح المتمردون في الانقلاب عليهم؟
أم سنرى عودة للشرعية؛ في وقت يرفض الشارع المصري الانقلاب عليهم؟