حملات تنظيف المساجد سنة المغاربة قبيل رمضان
هوية بريس – فاطمة الزهراء سليماني
الثلاثاء 09 يوليوز 2013م
“حملة تنظيف المساجد” هكذا أطلق عليها بعض الناشطين الجمعويين ومجموعة من الشباب المتطوع؛ وهي مبادرة جميلة من شباب المغرب المحب لفعل الخير والتعاون عليه، وقد شملت مجموعة من المساجد في ربوع المغرب، كبعض مساجد مدينة الرباط وفاس وطنجة والخميسات والقنيطرة وورزازات وغيرها من المدن، وكان انطلاق هذه الحملات من خلال المواقع الاجتماعية حيث يتم تحديد المسجد المقصود تنظيفه ودعوة المتطوعين إلى الالتحاق بالمنظمين في اليوم الذي يحددونه.
وتهدف هذه الحملات أساسا إلى صيانة دورات المياه وتنظيفها والعناية بها، وغسل الأفرشة وكنس الغبار، وصيانة الرفوف، وإعادة صبغ بعض الجدران، أو إصلاح بعض الحفر، ومسح الفوانيس والمنابر وتجديد المصابيح التي لا تعمل..
وفي تصريح لهما لـ”هوية بريس” صرح الفاعلان الجمعويان عبد الرزاق المناني وعمران الحيصاني (وهما من المتطوعين في بعض هذه الحملات) أن من الدوافع الرئيسية المشجعة للقيام بحملات تنظيف المساجد؛ أنها سنة دأب عليها المغاربة؛ خصوصا قبل رمضان من كل عام، لأجل تهيئتها لاستقبال عدد أكبر من المصلين الذين يتوافدون على المساجد في هذا الشهر الكريم.
ولأن بيوت الرحمن تعاني من تقصير من طرف الوزارة الوصية والقيمين على المساجد، بالإضافة إلى أن المسجد بيت الله تعالى؛ في الاهتمام به الفضل العظيم والثواب الجزيل، خصوصا إذا علمنا أن الحبيب صلى الله عليه وسلم لما أخبر بموت ودفن امرأة أو رجل كان يقُمُ (ينظف) المسجد النبوي، قال: “أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلوني على قبره، أو قال: قبرها، فأتى قبرها فصلى عليها” (رواه الشيخان)، كما رويت فضائل أخرى في تنظيف المساجد وصيانتها، ولهذا نريد أن نجعل هذه السنة تدوم على طول السنة؛ ليس فقط فترة زمنية محددة.
كما قال عبد الرزاق المناني “إن فكرة تنظيف المساجد؛ عزمنا على القيام بها نحن أعضاء جمعية الإبداع والعزيمة التي أنشط معها ويوجد مقرها في الرباط، منذ أكثر من خمسة أشهر لكن لم يتيسر لنا البدء فيها إلا قبل شهرين من الآن.
والحمد لله، يسر الله لنا تنظيف عدة مساجد، وركزنا في عملنا على المدينة القديمة بالرباط، حيث وجدنا أن المساجد هناك؛ وكأنها منسية؛ وملاحظتنا التي خرجنا بها أن من سكان المدينة القديمة من لا يبالون بهذه السنة الحميدة”.
وأكد المناني أن هناك صعوبات واجهت طريقهم للقيام بهذا العمل حيث قال: “الفكرة في الأول كانت: هي الإصلاح والصيانة، لكن وجدنا صعوبات مع الجهات المسؤولة، إذ قالوا لنا: “إن الإصلاح والصيانة من شأن الوزارة المكلفة بالمساجد”، فارتأينا تغيير الفكرة إلى التنظيف فقط والقيام ببعض الأمور السهلة كالكنس والغسل، وعندنا فكرة أخرى وهي استبدال المصابيح وشراء مكبرات الصوت وهذه لم يتيسر لنا تطبيقها لحد الساعة”.
وبخصوص طرق التواصل مع المتطوعين قال المناني: “الشباب فيه خير كثير، فقد لاحظنا أن الشباب وإن لم يكن ظاهره الالتزام يكون فرحا بهذا الخير ويسعى لما فيه جهده لكي يفوز ويكون ممن ينظفون بيت الله تعالى.
ولا أجد أمرا يحفز الشباب مثل تذكيره وتنوير فكره إلى فضل العناية بالمساجد وصيانتها وإرشاد الناس لهذا الخير العظيم والأجر الكبير، والعمل على استمرار هذا النشاط، فالمسجد بيت الله الذي يأوينا في اليوم والليلة خمس مرات.
كما أننا نعتمد في الدعوة والإشهار لهذه الحملات؛ الموقع الاجتماعي الفيس بوك، لأن الجمعية ليس لها موقع رسمي على الشابكة، ولأن الفايس بوك يفتح مجالا أرحب للإعلان والإشهار”.
والملاحظ أن هذه البادرة يقبل عليها الشباب بالخصوص وهو ما أكده الجمعوي عمران الحيصاني حيث قال: “إن مثل هذه المبادرات تعرف إقبالا متميزا من كل الفئات العمرية خصوصا الشباب، وتمر في جو من التضامن والتضحية وبذل الجهد من كل متطوع على قدر استطاعته”.
والجدير بالذكر أن هذه الحملات تنشط بكثرة أياما قليلة قبل رمضان حتى يتم تهيئة المساجد لوفود المصلين المتزايدة في هذا الشهر الفضيل.