الهيئة الشرعية: الانقلاب يؤدي للاستبداد وما تشهده مصر صراع بين حق وباطل
هوية بريس – مفكرة الإسلام
الأحد 07 يوليو 2013م
أعلنت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح رفضها للانقلاب العسكري، والحملة القمعية التي تستهدف الرموز الإسلامية، وإغلاق القنوات الدعوية.
وشددت الهيئة في بيانها الصادر اليوم الأحد، على أن ما تشهده مصر حاليا ليس من باب الفتنة التي تُعتزل، وإنما هو صراع بين حق يجب نصرته وباطل يتعين دفعه ورده، محذرة من أن الانقلاب يؤسس لحكم استبدادي يصادر الحريات ويستهين بعشرات الملايين من المصريين.
وطالبت جيش مصر الوطني أن يحافظ على تاريخه المشرف، وألا يوجه سلاحه أبدا إلى صدور المصريين، كما طالبت بإجراء تحقيق عاجل وسريع في حوادث قتل عشرات من المتظاهرين السلميين أمام استراحة الحرس الجمهوري وفي جميع المحافظات.
وهذا نص البيان:
“الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد؛
أولًا: تهيب الهيئة الشرعية بجموع الشعب المصري الحفاظ على السلمية في جميع المظاهرات، ونبذ كل أنواع العنف أو التلويح به، وتؤكد أن الدماء لها حرمة لا تنتهك.
ثانيًا: ترى الهيئة أن الانقلاب على الشرعية يؤسس لحكم استبدادي يصادر الحريات ويستهين بعشرات الملايين من المصريين الذين أدلوا بأصواتهم في عدة استحقاقات انتخابية، مما يجر البلاد إلى فوضى لا يعلم مداها إلا الله.
ثالثًا: تستنكر الهيئة الشرعية الحملة القمعية على الرموز الإسلامية وغلق القنوات الدعوية في الوقت الذي يَفتح فيه الإعلام أبوابه لمن يطالب علانية بإغلاق المساجد ومنع صلاة الفجر في جماعة ويحرض على العنف والإقصاء ويشوه الحقائق، وتذكر بقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَآ أُو لَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ لَهُمْ فِى لدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114].
رابعًا: تطالب الهيئة الشرعية جيش مصر الوطني الذي هو ملك للشعب أن يحافظ على تاريخه المشرف، وألا يوجه سلاحه أبدا إلى صدور المصريين، وتطالب الهيئة بإجراء تحقيق عاجل وسريع في حوادث قتل عشرات من المتظاهرين السلميين أمام استراحة الحرس الجمهوري وفي جميع المحافظات.
خامسًا: تؤكد الهيئة الشرعية أن الانقلاب على الشرعية وما تبعه من مستجدات هو منكر وخطيئة في حق البلاد يجب السعي في تغييره بكل الوسائل المشروعة؛ ولذا تؤكد الهيئة دعوتها جموع الشعب المصري إلى الاحتشاد السلمي في كافة محافظات مصر حتى تسترد شرعيتها وكرامتها المسلوبة.
سادسًا: تستنكر الهيئة الشرعية استخدام بعض الجهات للبلطجية في الاعتداء على المتظاهرين السلميين مستخفين بحرمة الدماء وعصمة الأنفس، قال تعالى: { مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32].
سابعًا: تؤكد الهيئة أن ما يحدث الآن على أرض مصر ليس من باب الفتنة التي تُعتزل، وإنما هو صراع بين حق يجب نصرته وباطل يتعين دفعه ورده، وفي الحديث (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم).
ثامنًا: تؤكد الهيئة أن الأمر كله لله وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة وطاعة قال تعالى { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، فالواجب على الجميع التضرع إلى الله تعالى، واستمطار رحماته على الأمة في هذا الوقت العصيب {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الْأَرْضِ أَءِلَـاهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]، وثقتنا في الله عز وجل كاملة أنه لطيف بعباده وأنه سيجعل بعد هذا العسر يسرا، ومن هذا الضيق مخرجا.
فاثبتوا عباد الله واعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، { يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، والحمد لله رب العالمين.
الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح”.