Metaverse.. الكون المفبرك
هوية بريس – محمد طلال لحلو
هذا التوجه الجديد في إلهاء الناس عبر الأبعاد الثلاثة بعد أن سئموا اللهو على الشاشة ذات البعدين، انتشر كالنار في الهشيم بعد سنة من الحجر البيتي.
اليوم، وفي خطى تقربنا من سيناريوهات ماتريكسية، يتجه العالم الرأسمالي إلى كسب مزيد شغف واهتمام من البشرية لمشروع إلهائها عن الحقائق بعالم مزيف.
خروج في نزهة مع صديق، حضور حفل مع أقرباء، مشاهدة لوحات فنية مع رفقاء العمل… وكل هذا بنظاراتك للواقع المفترض (المزيف) (Virtual reality)، ودون أن تتحرك من غرفتك الضيقة في حجرتك الصغيرة من مدينتك المكتضة.
فهمنا أن واقعك لا يرضيك فصنعنا لك عالما موازية لتتخيل فيه أنك ميلياردير، على نمط الألعاب الإلكترونية. لكن الضربة القاضية أن هذه الألعاب صممت للكبار، لتقليل إزعاجهم…
حتى يصلوا مرحلة ماتريكسية متقدمة لا يميزون فيها هل أولويتهم في العالم الحقيقي أم الافتراضي المزيف. لكن الأكيد أن إزعاجهم للطبقة الغنية ومطالباتهم ستنقص. لكن هل سينقص القتل والتدمير والظلم والنهب الاستعماري والغزو الثقافي وتهجير الأبرياء والربا والقمار والميسر والسحر والزنا في العالم الحقيقي… ؟ طبعا لا علاقة…
فالميتفيرس هنا ليغلق عينيك عن هذه الأمور المزعجة، ويخدرك فيما بقي من وقتك، امتدادا لتخدير المواقع الاجتماعية وتكريسا وتضخيما له.
اصنع متجرا وبع أرضا واكسب مالا ولا تتحرك من غرفتك البئيسة… واترك لنا الهواء الطلق والطعام الطبيعي والأسفار السياحية واحتكار الثروات وتركيع الشعوب وتوحيد الثقافات والتحكم في عالمك وعالم أقربائك.
Donnez leur du pain et des jeux.
وهنا أفتح قوسين: أولهما، أن الإسلام حكمه في التصوير لذوات الأرواح حكم شديد، وإن كان تصويرا ثلاثي الأبعاد كالصنم فحكمه أشد. واستثنى العلما ما كان رسما أو تصويرا متحركا للأطفال، لغرض التربية بالضوابط الشرعية، تخريجا على حديث عائشة.
والثاني أن الناس ستقضي أوقاتا متزايدة في هذا الكون الموازي المفتعل، فهل على الدعاة دخوله، وهل ممكن دخوله دون شخصية ممثلة لهم ودون الوقوع في محاذير التصوير، أم يجب أن نفكر بجد في ميتافيرس إسلامي؟