مراكز التكوين المهني بالمؤسسات السجنية..
هوية بريس – و م ع
السبت 20 يوليوز 2013م
تكريسا لهدفها الأصيل المتمثل في أنسنة الفضاء السجني والمواكبة السوسيو-مهنية لنزلائه بعد معانقتهم الحرية، تواصل مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تنفيذ برنامجها الطموح الرامي إلى تعميم مراكز التكوين المهني بمختلف المؤسسات السجنية بالمملكة بغية تمكين نزلائها من ولوج سوق الشغل في ما بعد، وهو ما يرسخ الفلسفة التي تقوم عليها سياسة إعادة إدماج السجناء والمتمثلة في كون الحرمان من الحرية ليس بالمطلق مرادفا للإقصاء.
وتشكل مراكز التكوين المهني التي تنجزها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء على مستوى المؤسسات السجنية، والتي تعززت يوم الجمعة بمركز مماثل أشرف الملك محمد السادس، على تدشينه، بالسجن المحلي لتيفلت، فضاءات نموذجية تضطلع بمهمة تكوين النزلاء في مجالات مختلفة في أفق تيسير إعادة إدماجهم في المجتمع باعتبارهم أشخاصا كاملي المواطنة.
ويعكس تدشين مركز التكوين المهني بالسجن المحلي لتيفلت الاهتمام الخاص الذي ما فتئ الملك يوليه لمسلسل أنسنة وتأهيل الفضاء السجني وإنجاز بنيات الرعاية اللاحقة للمفرج عنهم، وحرصه الدائم على تمكين نزلاء المؤسسات السجنية، شأنهم شأن كافة المواطنين، من الرعاية والمصاحبة الاجتماعية والتكوين المؤهل، وذلك من أجل تحفيز اندماجهم الفاعل في محيطهم السوسيو- اقتصادي.
ويتماشى إنجاز هذا المركز مع روح الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة القضائية بأكادير في 29 يناير 2003م، والذي قال فيه: “إن ما نوليه من رعاية شاملة للبعد الاجتماعي في مجال العدالة لا يستكمل إلا بما نوفره من الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية”.
كما يندرج إحداث هذه البنيات الخاصة بالتكوين في إطار حرصه على صون كرامة المواطنين وحقوقهم حتى لو كانوا في وضعية سالبة للحرية، وذلك من خلال تمكينهم من اكتساب مهارات جديدة وتعلم مهنة تمكنهم من ولوج سوق الشغل بعد الإفراج عنهم.
وبلغة الأرقام، فقد بلغ عدد مراكز التكوين المهني على مستوى المؤسسات السجنية بالمملكة، إلى حدود اليوم 48 مركزا، تساهم كلها في توفير تكوينات ملائمة للبنية السوسيو-اقتصادية التي تميز مناطق تواجدها.
وحسب مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، الذي يشرف على تكوين السجناء، فقد تم منذ سنة 2002 وإلى حدود مارس سنة 2012م، تكوين أزيد من 14 ألف سجين بمراكز التكوين المهني المحدثة داخل المؤسسات السجنية من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، كما استفاد أزيد من 6 آلاف سجين، خلال السنة ذاتها، من تكوينات تهم 33 تخصصا.
وإلى جانب مراكز التكوين المهني، عملت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء على تأسيس مراكز للرعاية اللاحقة تضطلع بمهمة مساعدة المفرج عنهم عن طريق المصاحبة الاجتماعية والتتبع، وذلك من خلال ورشات في مجالات متنوعة من قبيل التربية والتكوين المهني والصحة والأنشطة الثقافية والرياضي، إضافة إلى تنظيم دورات في مجال البحث عن العمل وإعداد وصياغة المشاريع.
وقد مكنت هذه المراكز، خلال سنة 2012، من مواكبة اطلاق 604 من المشاريع الصغرى للتشغيل الذاتي، وضمان إلحاق 1082 سجين سابق بالمقاولات الشريكة، وتسجيل 700 شاب بمراكز التكوين التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، فضلا عن إدماج 400 من القاصرين في المسلسل الدراسي بعد الإفراج عنهم.
وهكذا، ومن خلال إنجازها لمركز التكوين المهني بالسجن المحلي لتيفلت، تكون مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، قد عززت رصيد منجزاتها في مجال أنسنة المؤسسات السجنية وجعلها فضاءات لتكوين الذات وتقوية القدرات، تكريسا لفلسفة المؤسسة القائمة على كون العقوبة السجنية لا تعني بالمطلق التهميش والإقصاء الاجتماعي.