جرائد جمعية الوداد الخطية الصادرة بسلا 1927م

30 يونيو 2013 01:12

 

 

إذا كانت سلا اليوم تعتبر مرقدا لموظفي الإدارات المتواجدة بالرباط فإنها كانت تعتبر في مطلع القرن الماضي معقل الثقافة الرائدة ومنتدى السياسة المنافحة عن البلاد بامتياز بعدما كانت في الماضي رباطا ضد الغارات الصليبية والأطماع الاستعمارية ونقدم للقراء نموذجا من نماذج أنشطة شباب العشرينيات بسلا ونقصد بهم “جمعية الوداد” الشهيرة بجريدتها الخطية الحاملة نفس الاسم الصادرة سنة 1927 ورصيفاتها “المدرسة”، و”المصورة”، و”الوطن”، التي كانت تدار من قبل ثلاثي متكون من: محمد اشماعو، وسعيد حجي، والغربي، وفيما يلي مقتطفات من العدد الأول لـ”الوداد” والعدد 32 لـ”المدرسة“:

تنظيمات

(1)
جاء في رسالة نمر 30:

إدارة نمر 25، بتاريخ 6/5/30:

الحمد لله الأخ رقم 75 سلاما وتحية، أما بعد

فحفظا لكتمان ما نصدر من الجرائد، أحببنا أن نجعل لكل واحدة نمرة تدل عليها ، وقد قررنا الطريقة الآتية:

الوداد الأسبوعي” نمرة 26

الوداد الشهري” نمرة 41

المدرسة” نمرة 36

المصورة” نمرة51

الوطن” نمرة 76

ومن الآن نرمز في كل رسائلنا إليكم بتلك الأنمار، ونرجو من أخوتكم أن تكون كل مكاتبكم كذلك حتى نسير على منهاج الكتمان اللازم

وقد عزمنا على إصدار العدد السابع من نمر 51 ممتازا بصور مغربية، فإذا أحببتم ان ترسلوا لنا ما لذيكم من الصور المغربية لنشرها، كنا مسرورين بذلك، ولكم الخيار في حيازتها الوقت الذي تشاؤون.

والسلام.

 

(2)

ومن خلال الرسالة التالية نمر 24

إدارة نمر25 بتاريخ 1/5/1930 التي جاء بها:

الحمد لله وحده/ الأخ نمر 75 سلاما وتحية أما بعد:

فقد نشرنا في الوداد ترجمة جل قرائها سوى نمرة 25، وقد طلبنا من القراء أن يترجموا له، ومع الأسف لم يلب أحد منهم طلبنا

الآن بمناسبة دخول الوداد في سنتها الرابعة، أوجه إليكم هذه الرسالة طالبا منكم أن تتكرموا على قراء الوداد فترسلوا إلى الإدارة ترجمته لنشرها غي العدد الممتاز الذي سيصدر في فاتح السنة الرابعة، فإذا عزمتم على ذلك وأحببتم أن ترسلوا إلينا ترجمته، نود منكم أن تجيبونا كتابة عن آخر أجل لنتمكن من تقييد ذلك في دفاترنا، وآخر أجل للجواب يوم الإثنين المقبل ليلا.
أما دفع الترجمة فآخر أجل لها هو يوم 30/5/28 ودمتم في تقدم مستمر.

 

(3)

نمر 12 إدارة

نمر 25 بتاريخ 03/4/14 الحمد لله وحده

حضرة الأخ نمر75 سلاما وتحية، أما بعد: فإن السنة الرابعة للوداد على الأبواب، وبتلك المناسبة فقد أحببنا ان ندخل عدة إصلاحات وتمييزات على نظامها المعمول به الآن، وقد اقتضى نظرنا أن نخصص أحد صفحاتها لآراء القراء وأفكارهم، بأن نجعلها تحت عنوان “بين الوداد وقرائها” وذلك بأن نلقي على كل قارئها أسئلة نحو مسألة من المسائل.
فيجيب الوداد وننشرها له على صفحاتها وذلك حفظا للتاريخ وتعريف القراء بنفسية إخوانهم وعليه.

فإذا راقكم هذا الاقتراح وكنتم على استعداد لإجابتنا في كل أسبوع على ما سنلقيه عليكم نرجوا من أخوتكم أن تجيبنا على هذه الرسالة كتابة في أقرب وقت حتى نستطيع إرسال الأسئلة في كل أسبوع إليكم ابتداء من سنتها الرابعة ودمتم في تقدم ونهضة.

 

جريدة الوداد الخطية

جاء في العدد الأول من الوداد الصادر بتاريخ 11محرم 1346 موافق 11يوليز 1927 بأنها صحيفة علمية أدبية تاريخية انتقادية إصلاحية ، شعار الوداد “الوفاء بالعهد”، قال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}، وقال صلى الله عليه وسلم: “علامات المنافق ثلاث وان صام وصلى وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف” وكان يقال: وعد الكريم تعجيل ووعد اللئيم مطل وتسويف.

قال الشاعر:

إذا قلـت في شـيء نعـم فـأتمـه ::: فإن نعم دين على الحـر واجب

وإلا فقل لا واسترح وأرح بها ::: لكي لا يقول الناس إنك كاذب

وقال آخر:

تعجيل جود المرء مكرمة ::: تنشر عنه أحسن الذكر

والحـر لا يمطـل معروف ::: ولا يليق المطل بالحر

ومن عناوين العدد: زيادة على برنامج الوداد وشعار الوداد هناك: موقف الأبطال ، مباحثة تاريخية، حوادث ، إحصائيات الحجاج، إحصائيات تلاميذ المدارس بتونس

أما موقعو العناوين فهم: الوداد، نمر 50، ونمر 02، ونمر04، ونمر03، ونمر51.

 

جاء في افتتاحية هذا العدد الأول من “الوداد”:

برنامج الوداد

ليكن في علمالسادات القراء الكرام أننا بصورة كوننا مفتقرين إلى أخلاق سمية وآداب نفسية وعلوم عصرية واقتطافات تاريخية وحاضرية توجهت فكرتنا إلى إنشاء شيء يكون لنا خير معين على مقصدنا النفيس ويكون لنا رابطة الود والألفة ونازعة البغضاء والشحناء من صدور شبيبتنا المتنورة وذلك ما نراه من إنشاء هذه الصحيفة مبتدئين فيها باسم المقصود منها راجين الله تحقيق الأماني.

غير أننا نريد السلوك فيها على برنامج جميل ملتزمين بتنفيذه طال الزمان أو قصر ومعتبرين في السلوك فيه ما يرضي الله والرسول والأمة بل وما يرضي كل شخص على حدة وذلك الالتزام هو أن نبتديه بنبذة أخلاقية من كلام الله وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وشيئا من كلام أكابر الأمة وحكمائها ثم بمقالة أخلاقية استنهاضية علمية تشتمل على بعض الإصلاحات المرضية مراعين في ذلك عدم مس العواطف من كل الطبقات.

ثم نتبع هذه المقدمة بمقالة مترجمة بزفرات مستودع فيها بعض ما تجهشه النفس من أحوال الغضب عند دواعيه وذلك بغير تشخيص ولا تعين راميا منها رجوع المعنى له أو تنفيذ المطلوب منه ثم بمقالة مثلها مترجم لها بنزغات وهي تشبه ما قبلها بغض الطرف عن الفرق اليسير وكلا المقالتين غير لازمة في كل عدد وإنما يكونان عند داعيهما.

ثم نتبع هاتين المقالتين بقضية تاريخية مشتملة على أحوال السلف الصالح وعن أخلاقهم وآدابهم كي نعرف ذلك ونعتبره ثم نتبعها بأخبار وأبحاث تاريخية ولغوية ومسائل علمية يكون القارئ منها محل بال لتعينه عند الحاجة إليها ثم نتبع ذلك بأخبار ووقائع وقتية مراعين في ذلك أصدق الخبر وأتمه فائدة كي يجعله القال على أشد ثقة وأكبر أهمية هذا ونرجوا الله أن يعضدنا ببعض من لهم الهمة لهذا الأمر حتى يبلغ شأونا فيها أن تطبع وتقبل بكل الحفاوة والإجلال.

أما الآن فلا يبقى على المكتوب منها نحن أربع ونطلب الله أن يعيننا على مقصدنا بتسليم الإخوان من الشبيبة وبتعضيد منها حتى يكون اليسير طبق المأمول والله على كل شيء قدير” نمر 51. انتهى من الجريدة بنصه.

 

جريدة “المدرسة

نعتمد في تقديمنا لهذه الجريدة على عدد 32 من الجريدة المذكورة التي جاء في تعريفها بأنها “علمية مؤقتة تنشر أعمال لجنة التدريس والقراءة وبعض الفوائد” السنة الأولى 7 جمادى الثاني 1348 موافق 10 نونبر 1929 حاملة شعار “لتحيى الحقيقة”.

في الصفحة الأولى يوجد موضوع تحت عنوان:

حول سفر الرئيس خطوة خطيرة إلى الأمام” غطى الصفحة بالكامل، وقد جاء فيه ما يلي:
لاشك أن حضرة الرئيس نمر 75 استفاد من سفرته الأخيرة فوائد عظيمة من النشاط والصحة والسلامة، على أنه لم يستفد منها هو بالخصوص بل أفاد وأسدى خدمة عظيمة لـ…”د” الأمر الذي يجعل له ذكرا شريفا في تاريخ…”د” بل إنه من الواجب على كل عضو يخدم جمعيته بإخلاص ووفاء تام كحضرته، لم يكد حضرته يعود من رحلته حتى ترك المدن التي زارها والشباب الذي اجتمع به لاهجا بذكر…”د” وأعمالها معلقا عليها آمالا كبيرة، وعاقدا معها أمتن روابط المودة والصداقة، كانت…”د” لا ذكر لها إلا بين أعضائها لا تجاوزهم، وها هي الآن بفضل سفيرها الخير أصبح ذكرها ملء الأفواه، وأعمالها تتراءى بين عيني كل شاب وطني.

نعم، لم يقصر نمر 75 في تفهيم الشباب والشيوخ معنى الإتحاد والغيرة الوطنية، كما أعلمهم أن هناك جمعية تسعى في تعميم العلوم والمعارف التي تحرر الفلاح من الاستعمار الخ.

وهكذا أظهر أعمال…”د” بصفة مكبرة تركتهم حيارى متعجبين ولم يطف حرارة تعجبهم واستغرابهم إلا عقد معاهدات وعلائق بينهما بحيث يمكن “د” الاستعانة بهم واستخدامهم في أي وقت أرادت، ونحن لا نخشى من هذا الاشتهار الذي اشتهرت به الجمعية في أنحاء المغرب لأن أولئك الشبان الذين عرفوها لم يعرفوها كحالتها الواقعة ألان، بل عرفوها حسب تصوير نمر75جمعية سياسية عظيمة يبلغ عدد أعضائها ألوفا،فيهم التجار والصناع والموظفون والحكام وغيرهم.

وهذه الصورة التي يعتقدونها لا تتركهم للاستهانة بهذا، والاستخفاف بها، وعدم الاكتراث لها، بل بالعكس، تنبت في قلوبهم إيمانا صحيحا وتقديسا لها، فيطيعون أوامرها ويكونون رهن إشارتها، وقد دلت البراهين الواضحة على ذلك ، فإن نمر75 لم يكد يرجع ويستقر حتى انهالت عليه عشرات الرسائل من جل النواحي التي زارها تستخبره عن…”د” وأحوالها وتطلب منه بصفته ممثلا لها أن يبدي إليهم بعض النصائح، والبرامج التي يجب أن يتحدوا عليها.

وفي الختام نقول إنها جولة خطيرة تقدمت بها…”د” في طريقها،مما يعود على الشباب المغربي وعلى البلاد بالخير.

 

توضيح

ومن المواضيع التي حفلت بها جريدة “المدرسة” جاء في الصفحتين الداخليتين العناوين التالية: “جلسة يجب عقدها” و”تنبيه” و”عادت المياه إلى مجاريها” و”احتفالات سنوية” وفي الصفحة الأخيرة العناوين التالية “أنباء خارجية” و”أنباء محلية” و”في فلسطين” و”سفر نمر 35″ ،وصورة نادرة لملك الأفغان، وأخرى لرئيس وزراء فرنسا الجديد.

وتجدر الإشارة الى أن العدد الذي نتحدث عن محتوياته يحمل رقم 32 / السنة الأولى، ويتضح من الموضوع المعنون ب”عادت المياه إلى مجاريها” ان “المدرسة” توقفت عن الصدور قبل هذا العدد” بسبب توظف نمر50 الأمر الذي أوجب تعطيلها مؤقتا ،حتى تنتهي مدة التوظيف، وها مدة التوظيف قد انتهت فبطل 

بانتهائها ذلك القرار، وعادت بسببها الحياة، فلْتسر ” المدرسة” إلى الأمام، وإلى الأمام، إلى أن تبلغ المرام“.

 

إضاءة

يلاحظ القارئ أن الجانب السري مهيمن على كتاب وأعضاء جمعية “الوداد” لذالك تعتمد الأرقام كأسماء ، ورقم 75 هو رئيس الجمعية ومدير الجرائد، وهو محمد اشماعو ورقم 25 هو سعيد حجي، و”د” تعني “الوداد” وقد عرفت الحقبة ظهور عدة جمعيات، كانت رصيفة “الوداد”، التي كان لها فروع في أنحاء المغرب، وكانت لها جرائد كما أسلفنا، ومكتبة ونادي أدبي بسلا، كما كان لها مجلس إداري ونشأت عنها أحزاب، كما سبق أن أشرنا له في دراسات سابقة، وسنفصل فيه لاحقا بحول الله، تأريخا لما لم يؤرخ له ،من جهود يجب الاعتراف بها لأصحابها، إحقاقا للحق، وضبطا لما جرى ممن أنجزوه، والله الهادي إلى سواء السبيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث في علم الاجتماع الديني والثقافي، وعضو اتحاد كتاب المغرب، وعضو الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، وعضو الجمعية العربية لعلم الاجتماع، وعضو رابطة علماء المغرب.

{jcomments on} 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M