اللجأ إلى الله بالدعاء نهج الصالحين في الشدة والرخاء
هوية بريس – ذ. محمد أكجيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد: فلقد أمر الله تعالى عباده بالدعاء، ووعدهم الإجابة والعطاء، قال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (سورة البقرة 60) .
الدعاء ركن العبادة وأساسها، ولبها وجوهرها وروحها وجمالها؛ ففي الحديث عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة» أخرجه أبو داود في سننه برقم 1479.
الدعاء مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، الدعاء أنيس المؤمن في الشدائد، وسلواه عند الكرب والمصائب. بالدعاء تلين الأفئدة وترق القلوب، بالدعاء تنشرح الصدور وتزول الهموم والكروب.
الدعاء ربح بلا ثمن، وغنيمة بلا عناء، وتجارة يملكها الغني والفقير، والكبير والصغير؛ فأعجز الناس من عجز عن الدعاء.
الدعاء خير كله في عاجل أمور العباد وآجلها؛ ففي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري – رضي الله عنه – أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» أخرجه أحمد في مسنده برقم 11133.
بالدعاء كشف الله الضر عن نبيه أيوب عليه السلام، قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ (سورة الأنبياء 83، 84)
بالدعاء نجى الله نبيه يونس عليه السلام من بطن الحوت، قال تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ (سورة الأنبياء 87، 88)
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ……… ولا تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن…….. لها أمد وللأمد انقضاء.
• اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَننَا وَنَحْنُ عَبِيدُكَ، ونَحْنُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْنَا، نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْنَا، نَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيْنَا، وَنَبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِنَا فَاغْفِرْ لِنَا، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.
• لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ.
• حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
• بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ
• نَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ.
• اللهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ.
• اللهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
• اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا.
• اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ ِ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِينَا وأَمْوَالِنَا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا، وَاحْفَظْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا، وَمِنْ خَلْفِنَا، وَعَنْ أَيْمَانِنَا، وَعَنْ شَمَائِلِنَا، وَمِنْ فَوْقِنَا، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنَا.
• يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ. آمين آمين…..
وصلى الله وسلم على نبينا المصطفى الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.