من غير دليل
هوية بريس – إبراهيم مجيد
نعيش في مغرب قال عنه ابن خلدون يوما قولته الشهيرة: ما دمت في المغرب فلا تستغرب.
تبين لي صدق كلامه عندما عدت للمسار الدراسي وبالضبط المرحلة الثانوية، ووجدت في جميع المستويات الدراسيةأصناف ثلاثة ضمن مجموعة التلاميذ، فمنهم المجتهدون الذين يحتلون المراتب الأولى، ومنهم المتوسطون الذين يتوسطون الرتب، والفئة الأخيرة التلاميذ المتعثرين أو كما يحلوا للكثير تسميتهم بالكسالى، كلهم يدرسون من أجل المستقبل، من أجل غد أفضل.
وبالسفر عبر الزمن، وجدت أن كل الأحلام التي كنا نتمناها في الصغر، لا وجود لها على أرض الواقع، ذَهبت وتركتنا.
بل إنني أكتشف مع مرور الوقت أن الذين تم تصنيفهم ضمن الفئة الثالثة، والذين كانوا لا يسألون عن أحلامهم، قد أصبح بعضهم من أصحاب النفوذ والمال، وأسسوا لأنفسهم شركات ومؤسسات، فيما تبحث ثلة من الفئة المتفوقة عن فرصة للعمل عند أصحاب الطاولات الأخيرة، بوساطة التلاميذ المتوسطين الذين أصبح بعضهم سماسرة يتوسطون للدكاترة والمهندسين للحصول عن عمل يخرجهم من غياهب البطالة، التي تنخر في عقول وأجسام أصحاب الشهادات العليا، أحدهم دكتور في الفيزياء النووية يحرص مخازن أوراش البناء، والآخر خريج جامعة أراه من بعيد وهو يقوم ببناء حائط في الطابق الرابع لإحدى العمارات، ألم تسمع أنت أن بعضهم قد ركب قوارب الموت بحثا عن فرصة أفضل.