أزمة الماء تدفع السلطات المغربية لاتخاذ إجراءات “قاسية” غير مسبوقة
هوية بريس-متابعة
في ظل تراجع مخزون المياه وانهيار حقينة السدود إلى ما دون 25 في المئة،
تتجه السلطات المغربية إلى اتخاد حزمة من الإجراءات الجديدة لإنقاذ ما تبقى من المياه الصالحة للشرب، وتجنب إهدارها.
في هذا الصدد، أكدت السلطات عزمها توزيع الماء لساعات محددة في المدن الكبرى بداية من مدينة مراكش، وسيتم ذلك في مستهل أكتوبر المقبل.
وحسب بيانات الوضعية اليومية لوزارة التجهيز لهذا الشهر، فقد وصل مخزون معظم السدود في المغرب إلى الخطوط الحمراء،
إذ تشير المعطيات المتعلقة بحقيبتها إلى أرقام “مخيفة”، أربعة سدود جفت تماما،
وهي سدود محمد الخامس وعبد المؤمن والمسيرة وتويزكي، كما أن حقينة تسعة سدود كبرى انخفضت إلى ما دون 10 في المائة.
وقد تراجعت نسبة الملء بحوالي 14 في المئة مقارنة بأرقام الفترة ذاتها من السنة الماضية،
التي شهدت نسبة ملء 39 في المئة ضمن مجموع التراب الوطني.
هذا التراجع المتسارع يستنفر الحكومة المغربية، إذ دق نزار بركة،
وزير التجهيز والماء، ناقوس الخطر بشأن التداعيات السلبية لموسم الجفاف.
وقال المسؤول الحكومي، في عرض قدمه أمام لجنة بمجلس النواب، “إن الجفاف الذي نعيشه حاليا،
أثر على التزود بالماء الشروب في المجال الحضري، بخلاف فترات الجفاف الماضية
التي كان تأثيرها يخص التزود بالماء الشروب في العالم القروي والأنشطة الفلاحية”.
وفرضت حالة الطوارئ المائية التي دخلتها المملكة منذ أزيد من شهرين،
خفض صبيب الماء في عدد من مدن المملكة، آخرها مدينة زاكورة جنوبي البلاد.
وستضطر ساكنة حواضر وأقاليم مغربية، إلى التأقلم مع الوضع الجديد المترتب عن اضطراب التزويد بالماء،
حيث أعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بكل من الجديدة وسيدي بنور وأسفي، ونظيرتها بتازة،
وزاكورة اللجوء الاضطراري لخفض صبيب المياه الصالحة للشرب، وهي قرارات جاءت بحسب مراقبين،
نتيجة الضغط التي تعرفه الفرشة المائية وتراجع حقينة السدود بشكل ملحوظ وعدم وضوح الرؤية حول السنة المقبلة.
ارتباطا بالموضوع، قال الخبير في المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو، “إن نسبة ملء السدود أصبحت مقلقة، وحصيلة هذه السنة
لم يتم تسجيل مثيل لها منذ 3 عقود، وهذا يعني أن البلد وصل إلى إجهاد مقلق استدعى دخوله في حالة طوارئ مائية”.
وحذر المتحدث من زحف العطش إلى حوالي 50 مدينة، لافتا إلى أننا “حاليا وصلنا إلى مرحلة صعبة،
يجب تدبيرها بحكمة، لأن السدود تتعرض لضغط كبير، بسبب الحاجة المتزايدة للمياه”.
كما أكد خبراء في البيئة والطاقات المتجددة لـ”سكاي نيوز” أن النقص في نسب ملء السدود،
سيدفع للتفكير في تحلية مياه البحر، وهناك تقنيات يمكن اللجوء إليها لهذه الغاية،
تعتمد أساساً على الطاقتين الشمسية والريحية، دون اللجوء للكهرباء الذي يعد مكلفاً.
اتقوا الله و توبوا إليه.