الشيخ عمر القزابري يكتب: القُرْءَانُ وَالسَّعَادَة….!!

30 أبريل 2021 21:29

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام:

منذ خلق الله الخلق .. وهم يبحثون عن السعادة .. ويتطلعون إليها … ويبذلون كل الوسائل في سبيل إدراكها .. وعلى الرغم من ذلك فهم لا يدركون الهدف .. ولا يهتدون إليه سبيلا .. ذلك أنهم يبحثون عنها في دهاليز قوانين هي من وضع البشر … وكل نظام قام في الأرض وتحكم في الحياة .. مهما نما وسما فإنه دون نظام السماء .. وعدالة السماء ..

فنظام الله هو نظام الأنظمة .. وهو مناط العز والسعادة .. وكل نظام سواه فهو نظام مهلهل ومعلول ومدخول … وما ذلك إلا لأنه يعتمد المادة وحدها … والمادة هي منفذ الشيطان .. يعتمد المادة .. ويغفل الروح … وبالروح يكون القوام والقيام … وبالروح يقاوم الفساد والطغيان ….

أحبابي الكرام: السعادة الحقة .. هي أن تعرف علة وجودك .. فإذا عرفت العلة .. قمت بالشرائط وتحققت بالآداب …

إن النظام الكفيل بضمان الأهداف المنشودة لبني البشر .. هو النظام الذي يرتكز على وحي صادق .. ويستند إلى تعليمات الإله الخالق ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ).

إن صلاحية الأمة للبقاء تنتهي إذا تنكرت هذه الأمة لمبادئها .. وإذا حاربت مقومات تماسكها .. وإذا حطمت أسوار أخلاقها .. وإذا مكنت للرعاع السفلة وبوأتهم الأماكن العلية …

إن الأمة التي تريد البقاء .. وتنشد الارتقاء .. هي التي تفتق أفكارها .. وتحيي شبابها .. وتمكن للعلم في كل ميادين حياتها .. وتساير الركب حسبما تقتضيه قاعدة النمو والارتقاء … فالإنسان ابن الزمان وابن العمل .. فهو يتقدم بأعماله وأزمانه .. والزمان ليس بقارّ .. والإنسان ذو أفكار وذو أطوار .. فالأمة الاسلامية يجب أن تتلقى نهضتها من وحي الدين والعلم معا .. فلا تنافي أبدا بين الإثنين .. فالدين طاقة مُحيية .. والعلم نهضة واعية .. والتماس المعرفة هو من أعظم مسالك الخروج من حيز التردي والشقاوة .. إلى رياض الريادة والسعادة …

إن الاسلام أيها الأحباب يريد أن يرفع الناس إلى آفاق السمو والكمال .. وينقذهم من التلاشي والإضمحلال .. ولكننا نرى الناس ينأون عن هذا المنهج العظيم .. بل البعض منهم يحاربه .. وعندما نرى هذه الغارات المتكررة من بني الإسلام مع الأسف على القرءان وتعاليمه .. نتأسف ونتلهف ونقول ما قال الله سبحانه وبحمده ( ياحسرة على العباد ).

ولكننا عندما ننظر نظرة أخرى .. تنجلي هذه الحسرة على أمل في الله وثيق .. وعلى يقين في قوة هذا المنهج الذي لم تزعزعه التيارات القوية .. والأعاصير الشديدة .. ولا بد أن تفيء البشرية بعد هذا الذي تعانيه وتكتوي بناره .. حيث لم تستطع كل ألوان التقدم والاختراعات ووو أن تضمن لها سعادة قلبية .. ولا راحة نفسية ..

فالقرءان هو معجزة الاسلام الكبرى الذي سيظل يلقن المعجزات والأحكام إلى قيام الساعة .. ولا يفسر ما فيه من آيات الكون وعجائب الوجود .. وغابر الأخبار .. إلا تطور فكر الإنسان .. وتقدم سير الزمان .. فكلما تقدمت البشرية في المعرفة .. وكلما مر الزمان .. تكشفت عجائب القرءان .. لذلك لا خوف على الاسلام فإنه نور الله الذي تكفل سبحانه وبحمده بإتمامه ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) وإنما الخوف على أنفسنا أن يفوتنا شرف نصر القرءان .. ونشر أنواره وأسراره .. وتعريف العالم بحقائقه .. فهو كتاب عالمي أنزل إلى العالمين … فوجب علينا أن نبلغ هذا النور .. وأول منازل التبليغ أن نغترف نحن من أنواره .. وأن نقبل عليه .. إذ لا يمكن أبدا أن نُعَرّف بشيء لا نعرفه …

وأعظم من فطن لهذا الأمر هم أعداء الملة .. فوضعوا السدود والحدود والقيود بين المؤمن وبين كتاب ربه .. لأنهم يدركون أنه متى ما التصقت الأمة بكتاب ربها .. وأقبلت عليه .. عادت لها شخصيتها الغالبة المؤثرة … قال الله تعالى حاكيا عن أهل الكفر ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تغلبون ).

إنهم يدركون جيدا أن طريق غلبتهم يبدأ من فصل المسلم عن كتاب ربه … لذلك وجب على كل صادق يريد عزة الاسلام أن يقبل على القرءان .. وأن يلقن أولاده مبادئ القرءان … إننا في حاجة أكيدة إلى نهضة قرءانية راشدة .. وبدون ذلك سنظل في مؤخرة الركب … فدعوا عنكم التفاهات .. التي تشغلكم عن القرءان .. واحذروا من مواقع الإسفاف التي تضفي على التافهين صفة النجوم .. وتدبروا قول ربكم ( فلا أقسم بمواقع النجوم .. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم .. إنه لقرءان كريم…).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

** محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري **

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M