خواطر حول التخصص في الشريعة

25 سبتمبر 2023 22:34

هوية بريس – الشيخ موسى الدخيلة

– معنى التخصص
– أقسامه
– أهميته والحاجة اليه
– ارتباط أنواعه وأبوابه
– بيان أنواعه ومجالاته وأبوابه
– تكامل أنواعه فيما بينها وأهميتها كلها
– الجمع بين العلوم

بسم الله:
التخصص في العلم -تحملًا وأداءً- معناه أن يكثر الناظرُ أو الداعي البحثَ في جانب من العلم الشرعي والاشتغالَ به والتفرغ اليه، -شهورًا أو سنوات- كتابةً ودراسةً وأخذاً، وتدريسًا ودعوةً وعملاً…

والحاجةُ اليه ملحة جدًا؛ لحفظ العلم وصيانته، وحماية الدين والدفاع عنه، بعلم وتأصيل وبرهان، خاصةً في زماننا؛ لكثرة الشبهات والفتن وتشعبها وتجددها حول علوم الوسائل والمقاصد، عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوكًا…

وهو قسمان:
الأول في البناء العلمي للداعي
الثاني في العمل الدعوي

أما الأول فلا بد قبله من تحصيل قدر مشترك ضروري بين العلوم الشرعية كلها؛ -أعني علوم وسائل وآلات الفهم الصحيح للشريعة- لارتباطها وتكاملها وتوقف بعضها على بعض في ذلك القدر، فلا يكون التخصص صحيحًا معتبرًا إلاّ بتحصيل ذاك القدر المذكور، وإلا كان وهماً وتخيلاً لا حقيقةً وواقعًا، كحال كثير من المنسوبين للتخصص اليوم !!!، وهذا الواقع أمر محدث لم يعرف عن أحدٍ من السابقين، فكيف يُتصور متخصص في مقاصد الشريعة لا يعرف أصول الفقه والنحو وأصول التفسير… مثلاً؟! فضلًا عن حفظ شيء من متونها وعن طول زمن مدارستها لضبط مباحثها واستحضار مسائلها؟!
وهكذا قل في المتخصص في أصول الفقه أو الفقه أو الحديث أو التفسير أو العقيدة…الخ

فلا ينبغي ان يفتح الباب في التخصص -أخذاً وإعطاءً- لكل أحدٍ؛ لكونه فرض نفسه في ذلك الباب بمجرد شهرته فيه وادّعائه أو حصوله على شاهدة عليه!!! فالدعاوى لا تكفي، والعبرة بالبينات ونفس الأمر…

الثاني: التخصص الدعوي، بالعمل والتعليم وصدّ الشبه وردّ العدوان عن الشريعة والتوجيه والنصح والإرشاد والبيان…

وهو أنواع متعددة من حيثيات وجهات مختلفة، فمنها الدعوة العامة؛ أعني لعامة الناس نصحاً وتوجيهاً وارشاداً وتفقيهاً..
والدعوة الخاصة لطلاب العلم تأصيلًا وتأسيساً وتكويناً وتخريجاً…
ومنها: الدعوة بالتأليف والكتابة للعامة والخاصة.
ومنها الدعوة بالمشافهة وإلقاء الدروس العامة والخاصة.

وهذا النوعان من حيث أصل الدعوة، أما من حيث المجالات والعلوم فمنها: التخصص في العقيدة، ومجال تعليم القرآن للصغار والكبار، ومجال القراءات، ومجال التفسير وأصوله، والحديث روايةً ودرايةً، والفقه، وأصول الفقه مع المقاصد، والتزكية والسلوك، وعلوم اللغة…الخ
أما من حيث الأبواب أو المسائل فمن أبواب العقيدة: التخصص في الردّ على الإلحاد، والعلمنة بأنواعها، والتشيع، وإنكار السنة، والغلوّ في التكفير، والغلوّ في التبديع، وتعطيل الأسماء والصفات وتحريفها…الخ

ومن أبوب الفقه: التخصص في المعاملات المعاصرة والاقتصاد، وفي فقه الأسرة، ونحو ذلك…
ومن أهمها أيضًا: جانب البحث عن تراث الأمة وتحقيقه وإخراجه للاستفادة منه والنظر فيه..
وغيرها من الأبواب والمسائل.

وهذه الأبواب والمجالات كلها مهمة نافعة، وبها يحصل التكامل بين المتخصصين في التعلم والتعليم، وكل متخصص في بعضها يكمل ويكمله الآخر، وليس أحدهم أفضل من غيره، ففي كلٍّ خير ونفع وصلاح، وكلّ يسد ثغرةً من الثغور ويحمي الدين ويصونه ويدافع عنه من جهته، دون تقليل من باب أو مجال..

لكن يجب على طالب العلم في مرحلة البناء -بعد تحصيله للقدر المشترك الضروري بينها- ان ينظر إلى ما تحتاج اليه الأمةُ ويقلّ المشتغلون به؛ ليسدّ الفراغ فيه على قدر وسعه، فإن وجد أبوابا متعددةً تدعو إليها الحاجة فليختر حينئذ منها ما يمكن ان يبدع فيه ويقوى عليه وتميل نفسه إليه…

وقد يصير العالمُ متمكناً من جلّ العلوم الشرعية وتصير له أهليةٌ وقدرةٌ تمكنه من النظر في النوازل والمستجِدات والافتاء في مختلف المجالات والأبواب والقضايا…

والحمد لله رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M