د.بنكيران يتساءل: هل في العسل زكاة؟
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
سأل أحد الإخوة على صفحتي عن حكم زكاة العسل، ولتعميم الفائدة أنشر هذه الكلمة المختصرة، أبين فيها حكم الشرع في ذلك، وبالله أستعين:
1- لم يأت نص شرعي صحيح صريح في زكاة العسل، ولهذا قال الإمام البخاري: “ليس في زكاة العسل شيء يصح“؛ أي حديث صحيح صريح لا يحتمل التأويل.
2- ثبت حديث حسن في عشور العسل كان يؤديها صاحب النحل إلى النبي ﷺ، لكن سياق الحديث يدل على أن تلك العشور كانت في مقابل الحمى أي حمايتها من السرقة، لا لأجل حق الزكاة فيها.
3- يؤكد أن تلك العشور التي أداها صاحب النحل إلى النبي ﷺ كانت لأجل الحمى هو أنه في عهد الخلفية عمر أمر عمر رضي الله عنه عامله بأن يأخذ من صاحب النحل ما كان يؤديه إلى النبي ﷺ فإن أبى فلا يتحمل مسؤولية حمايته وإنما كما قال عمر: “هو ذباب غيث (النحل) يأكله من يشاء“.
4- ونظرا لوجود نصوص شرعية محتملة في زكاة العسل اختلف الفقهاء في حكم ذلك، وبتتبع يمكن أن نفصلها في ثلاثة أقوال:
▪︎ لا تجب الزكاة في العسل، وهو قول المالكية والشافعية، وأكثر الفقهاء؛ لعدم ثبوت الدليل الشرعي الموجب، والأصل براءة الذمة فلا زكاة واجبة في العسل، وبه يقول أكثر الفقهاء المعاصرين والمجامع الفقهية.
▪︎ تجب الزكاة في العسل، وهو قول الأحناف والحنابلة، إلا أنهم اختلفوا في مقدار النصاب اختلافا كبيرا يضعف القول بالوجوب، ومن المعاصرين الذين ذهبوا إلى وجوب زكاة العسل الشيخ يوسف القرضاوي.
▪︎ فيه زكاة مطلقة على وجه الاستحباب بما تجود به نفسه.
▪︎ وأقوى الأقوال من حيث الدليل الشرعي هو قول من قال بعدم وجوب زكاة العسل، وإن أخرج صاحب العسل نصيبا بما تجود به نفسه على وجه الاستحباب وشكر المنعم فحسن.
5- تنبيه: الكلام السابق ينسحب على من يربي النحل لأجل استخلاص العسل، أما من يتاجر في العسل بعد استخلاصه ويبيعه على طول السنة، أو من يشتري العسل للتجارة فيه، فهذان الصنفان من الناس لهما حكم زكاة عروض التجارة، فإذا مر على تجارة العسل حول وبلغ قيمتها النصاب فتجب فيها الزكاة الذي هو ربع العشر.
وأخيرا: حاولت قدر الإمكان التخليص والتبسيط، والتوفيق من الله، ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين.