إعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز تستنفر خبراء وجيولوجيين مغاربة
هوية بريس-متابعات
على إثر الهزة الأرضية التي أصابت إقليم الحوز ليلة الثامن من شتنبر 2023، والتي بلغت قوتها 6.8 درجات على سلم ريشتر، وبمبادرة من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، انعقد بالرباط، اجتماع لجنة علمية بمقر مديرية الجيولوجيا بصفتها المصلحة الوطنية للجيولوجيا برئاسة مدير الجيولوجيا المهندس أحمد ابن الخديم، وبمشاركة كل من الأساتذة البروفسور عمر الإبراهيمي، من المعهد العلمي، جامعة محمد الخامس الرباط أكدال والبروفسور عبد الإله فكاك، كلية العلوم، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، فضلا عن البروفسور خالد أمروش، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بنجرير.
وهدف هذا الاجتماع إلى تدارس الجوانب الجيوعلمية لزلزال الحوز وآثاره على المنطقة بغية تحديد ووصف السياق الجيولوجي، الجيوفيزيائي والزلزالي للهزات الأرضية المسجلة، وذلك بغية تنوير الرأي العام ومده بالبيانات والمعطيات العلمية، حيث عمل الخبراء علي جرد الوثائق والخرائط الجيوعلمية للمنطقة قصد تحليلها وإعداد تقرير مرجعي واقتراح التدابير الواجب اتخاذها، إلى جانب تعميم خرائط النشاط الزلزالي وإدراج المعطيات الجيوعلمية المتوفرة في أوساط صناع القرار والجماعات القروية والمختصين في التهيئة المجالية للمناطق المحاذية للصدوع بمختلف أنواعها.
وقد كشف تشخيص الخبراء للتاريخ الجيولوجي للمنطقة أنها عرفت تعاقب العديد من الأحداث والظواهر الرسوبية والبنيوية. إذ تتميز هذه المنطقة بتضاريس وعرة تلتقي فيها القمم الشاهقة التي يتعدى ارتفاعها 2500م والأودية السحيقة. كما تتشكل بنيويا من ثلاث أصناف من الصدوع: صدوع الدرجة الأولى وهي صدوع محاذية شمال أطلسية وجنوب أطلسية والتي تحد سلسلة جبال الأطلس، فيما صدوع الدرجة الثانية وهي بوجهة NE-SW كصدع تيزي نتاست وصدع إردوز، وصدوع الدرجة الثالثة بوجهتين E-W و WNW-ESE كصدع أغبار وصدع أوكدامت.
وفي الزلزال الأخير في سياق من الضغط شمال-جنوب والناتج عن تقارب الصفيحتين الأفريقية والأوراسية، واستنادا لما نشرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الصدوع من الدرجة الأولى قد تكون عرفت نشاطا مكثفا وبشكل عكسي، بينما تحركت صدوع الدرجة الثانية على شكل فوالق ذات اتجاه ميسري وصدوع الدرجة الثالثة على شكل تراكب.
وبالنظر لمعطيات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، سواء تلك المرتبطة ببؤرة الزلزال الرئيسي أو الهزات الارتدادية، يتبين أن صدوع الدرجة الثالثة قد تكون المسبب الرئيسي لهذا النشاط الزلزالي.