احتفال ليس كالاحتفال

17 يونيو 2024 02:57

هوية بريس – د.خالد الصمدي

أرسل إلي بعض الزملاء من مفتشي مادة التربية الاسلامية على الخاص خلاصة أجوبة التلاميذ عن السؤال المعلوم، فذكروا أن معظم التلميذات والتلاميذ استنكروا الانحراف عن الزواج تحت أي ذريعة وهذا جيد محمود فكان ذلك مصدر انتشاء واحتفال.

وكان غيرهم قد احتفل قبل ذلك إعلاميا بما اعتبره بصيغ وتعبيرات متعددة تكسيرا لهيمنة “العقلية الأصولية على مادة التربية الإسلامية” وكانوا قد دشنوا منذ وقت مبكر مسلسل مهاجمتها في برامج إعلامية مباشرة وطعنوا في أصولها المرجعية في غير ما موقع.

وقد كنا بشيء من الحكمة والوعي بالسياق في غنى عن الاحتفالين معا لأن جواب التلاميذ عن علاقة الزواج بالزنا كمفهومين قرآنيين كان سيكون طبيعيا ومثبتا للمفاهيم الأصلية وسدا لذريعة اختراقهما بدور مبرر علمي ولا بيداغوجي مقنع في تقديري.

ولأن الباب كانت ستظل مغلقة أمام من يسعى بكل الطرق وعلى جبهات متعددة الى تخقيق أدنى اختراق عن طريق تغيير المفاهيم الأصيلة بالدخيلة، وسيعمل مستقبلا على استثمار هذه النافذة التي فتحت له بأن يدعو إلى إدراج الحقوق الجنسية للاطراف باعتبارها حقا طبيعيا، وعدم تجريمها في المناهج التعليمية، لأن الأحكام الشرعية محلها المسجد في نظر هؤلاء وقد سمعنا ذلك من بعضهم مباشرة، أما المدرسة فهي في نظرهم محل الاختيارات الرضائية الحرة وتنمية الفكر النقدي ومهارات الاختلاف ولا مجال فيها للقطعيات.

إنهم يبذلون كل الجهد ويمارسون كل الضغوط حتى يتحقق المقصود باختراق المفاهيم الاصيلة، خاصة في محطة مراجعة القانون الجنائي ومراجعة مدونة الأسرة ومراجعة مناهج التعليم، لذلك دق عدد من الغيورين ولا يزالون ناقوس الخطر.

كلما رأوا محاولة اختراق لحواجز الدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية تحت أي مبرر.

فالامر أعقد وأبعد من سؤال في اختبار.

فاعتبروا يا أولي الابصار.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M