الاحتجاجات تجتاح أوروبا بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المحروقات

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “لا تزال الاحتجاجات تجتاح أوروبا بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المحروقات. استطلاع أخير في ألمانيا بين أن أكثر من 70 في المائة من المواطنين يقولون بأنهم دخلوا في التقشف وإنهم قلصوا نفقات الضروريات وألغوا الكماليات؛ وإن احتفالات رأس السنة الميلادية لن تحصل بالشكل السابق.
يبدو أن الأمر يتجاوز مجرد غلاء الأسعار والمحروقات؛ بل هي بداية الانهيار؛ وما يظهر على السطح مجرد جزء صغير من أزمة كبرى”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على حسابه في فيسبوك “يقول خبراء أوروبيون إن الرأسمالية اليوم في خطر؛ فقد نشأت في ظروف خاصة تميزت بالنمو الديمغرافي الكبير في أوروبا؛ ولكن أوروبا اليوم تشهد أسوأ تراجع ديمغرافي في تاريخها؛ والساكنة تشيخ؛ وهذا يقلص الاستهلاك ويفرض عبئا على الدول لتمويل التقاعد. وحين يرفع اليمين المتطرف شعار طرد المهاجرين فإنه يحكم على الرأسمالية بالانتحار دون أن يشعر؛ لأن الهجرة هي الوسيلة الوحيدة لاستمرار عجلة الإنتاج؛ لذلك أمام اليمين حل واحد؛ وهو استعادة قيم الأسرة والتشجيع على الزواج والإنجاب ومحاربة الشذوذ الجنسي؛ لكن هذا يتطلب عقودا قبل أن تستعيد أوروبا شبابها”.
قد تدفع الأزمة في أوروبا، حسب الكنبوري “الدول إلى نهب أكبر للبلدان المتخلفة لضمان الازدهار؛ والضغط لفتح الأسواق؛ فهذه هي السياسة التي قامت بها في الحروب الصليبية وفي الاستعمار؛ لذلك كلما عززت الدول غير الأوروبية استقلالها كلما اشتد الخناق على عنق أوروبا؛ ولهذا السبب يعمل الغرب على محاربة الديمقراطية في الخارج؛ ولهذا السبب أيضا يرفع شعار محاربة التطرف للقضاء على كل مشروع تحرري؛ بينما يشجع الإرهاب لتخريب الأوضاع في الداخل”.