سنة بيضاء

27 ديسمبر 2023 18:33

هوية بريس – يونس فنيش

أن نقول بأن السنة البيضاء مكلفة بالنسبة للحكومة، فالقضية فيها كلام. فلو كانت الحكومة مجبرة على توظيف المتخرجين من الجامعات و المدارس أو إيجاد فرص الشغل لهم، رغم كل الأزمات، فإعلان سنة بيضاء يعني توفير مهلة للحكومة تستريح فيها من تكلفة التوظيف و مشاكلها، علما أن التوظيف في ظل الأحوال الإقتصادية الراهنة يعني فقط صرف أجور إضافية لأغلبية الموظفين أو المستخدمين الجدد، و الرهان على ما قد يترتب عن ذلك من إنعاش لدورة الإقتصاد و التجارة بشروط معروفة لم يتم اتخادها بعد(…).

و أما إن كانت الحكومة غير مجبرة على التوظيف، فسنة بيضاء لا تقدم و لا تأخر شيئا يذكر، لأن أولياء تلاميذ المدارس العمومية سيستريحون من مصاريف التنقل و غيرها لبعض الوقت، و أولياء تلاميذ المدارس الخصوصية، بطبعهم، سيتقبلون الأمر في آخر المطاف مقابل مجرد تخفيض في الواجبات الشهرية للسنة المقبلة. “هذا ما كان”.

و أما المشكل الحقيقي في حالة إعلان سنة بيضاء، فسيكمن فقط في ملىء وقت فراغ التلاميذ طيلة الشهور المتبقية، حفاظا على الأمن و السكينة العامة، مع العلم أن هذا أيضا ليس مشكلا كبيرا بالنسبة للحكومة لأن عدد المراهقين في طور الثانوي لن يخيفها كثيرا…

ولكن يبقى في مصلحة الحكومة أن تستبعد إعلان سنة بيضاء، لأن ذلك سيعتبر بمثابة قدرة الحكومة على تجاوز مشكل عويص و قد تستثمر ذلك في الإنتخابات المقبلة. “هذا ما كان”.

مع أجمل تحياتي للجميع و معذرة على الصراحة، و لكن في الصراحة خدمة للصالح العام و تنوير للحكومة التي عليها اتخاذ القرار الصائب.

تصحيح المصطلحات: “السنة التي لا تعليم فيها سنة سوداء و ليست بيضاء و شكرا على الإنتباه”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M