وجهة نظر: ما ينبغي أن يقرأ من الإعلان عن تأسيس مركز “تكوين”

09 مايو 2024 14:58

هوية بريس – محمد مرو

• الإعلان مقصود لذاته، وإلا كان يسعهم الاجتماع والاتفاق على بث الشبهات دون الإعلان عن ذلك، وهو ما كان معمولا به من قبلُ.

• المشهد مصنوع بعناية ومتقن الإخراج، وما قنينة (الخمر) الموضوعة على الطاولة إلا تَجَلٍّ من تجلياته.

• توقيت الإعلان مقصود أيضا، وهو ما لا يحتاج إلى تحليل أو تعليل.

وإذا ظهر ذلك وغيره؛ فإن من بين مقاصدهم:

• تدشين الإعلان عن إنشاء مراكز مشابهة في بلدان أخرى؛ تأسيا بما جرى في مصر، أو لأن المُخْرج واحد.

• إشغال شباب الصحوة بتَقرير المقرر، والدوران في فلكهم، أي هم من يتحكم في سير المعركة الفكرية؛ فهو نوع من الاستدراج لاستنزاف الوقت والطاقة والجهد؛ خصوصا مع تعدد الجبهات، وهو ما يعني الابتعاد عن البناء المنشود. وأصحاب (مركز تكوين) مجرد عمال مياومين، أو ممثلين بأدوار محدودة معلومة لا ينبغي فيها الخروج عن النص!!!

أقول: ولماذا الخوف من إنشاء هذا المركز ونحن لدينا أيضا مراكز كثيرة للبحوث والدراسات الشرعية والفكرية؟

إن المشكلة التي ينبغي أن يتجه إليها نظرنا؛ هي قوة مراكز البحوث عندنا، ومعايير اختيار أعضائها.

إننا عندما نعتمد المعايير الذوقية والمزاجية والانطباعية، أو الاعتماد على العصبية القبلية أو اللغوية أو الحزبية، ونقصد إلى المجد الشخصي حين نصاب بعمى الأهواء أو نرتدي النظارة الصفراء، أو نشغل أو قاتنا بالصراعات وتصفية الحسابات تحت باطل الشعارات؛ فإننا حينها نكون كمن يبني ولا يرتفع بناؤه، أو كمن يسقي فسيلة ولا تنمو!!!

لا أقصد التعميم، وليس مرادا عند جملة العقلاء، وما ينبغي ذكر ما يحترز به عن فهمه لولا أن يكون مانعا عن الفهم المحمود، أو متمسكا إلى إبطال المقصود.

إذا أجمع أهل الباطل كلمتهم وهم متفرقون في حقيقتهم، وإنما جمعهم عَداء الحق وأهله، فنحن أولى بالاجتماع بيانا للحق، وإصلاحا للخلق، وإزهاقا للباطل؛ بكشف الشبهات ودحضها، وبصناعة أنبغ الطلاب والتلامذة، وقد قيل لعبد الله بن المبارك: هَذِهِ الأَحَادِيثُ المَوْضُوعَةُ [المَصْنُوعَةُ]؟ فقال: «يَعِيشُ لَهَا الجَهَابِذَةُ»، فإذا أخذنا الحق من طريقه؛ حُق لنا أن نقول لهم: لا نخشى باطلكم وألقوا حبالكم، وإلا صدق فينا قول ربنا: “وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M