“أثرياء روس” يموتون في ظروف غامضة.. انتحار أم عمليات مدبرة؟
هوية بريس – وكالة
لقي 6 مليارديرات روس مقربون من الكرملين وعائلاتهم حتفهم في ظروف غامضة الأسابيع الأخيرة، فهل يعود كل ذلك للانتحار أو الجرائم العائلية أم يعود لعمليات مدبرة؟
سؤال حاولت لوفيغارو الفرنسية Le Figaro الإجابة عنه، موضحة في البداية أن سلسلة من حالات الانتحار بين ما يعرف بالأوليغارشية الروسية تم الكشف عنها منذ بداية حرب موسكو على أوكرانيا، وما هو مثير للاستغراب بشأن ذلك هو التشابه المريب لظروف موت هؤلاء الأثرياء، وفقا للصحيفة.
ففي كل مرة، تقول لوفيغارو، يلاحظ المحققون أن الطريقة التي حدثت فيها العمليات تشي بالانتحار أو جريمة عائلية، لكن ملامح الضحايا وقربهم من الكرملين، إلى جانب تتابع هذه الوفيات، مثير للشك.
فقد تم العثور على الرئيس التنفيذي السابق لشركة نوفاتيك، سيرغي بروتوسينيا، في 20 أبريل الحالي، مشنوقًا في حديقة منزل فخم في “يوريت ديل مار” بإسبانيا، وإلى جانبه جثتا زوجته وابنته وقد قتلتا طعنا.
وفي اليوم الذي سبق ذلك، أي 19 أبريل، تم العثور في شقة بموسكو على جثة فلاديسلاف أفاييف نائب الرئيس السابق لبنك “غازبروم” الروسي وهو ملقى على الأرض وبجانبه مسدس وجثتا زوجته وابنته وقد اخترقت عدة أعيرة نارية جثة كل واحدة منهما، كما تبين أن الشقة كانت محكمة الإغلاق من الداخل، مما جعل الشرطة ترجح الانتحار.
ولا يتوقف الغموض عند هذا الحد، إذ تقول لوفيغارو إن عدد من تم التأكد من موتهم في هذه الظروف منذ بدء الحرب خمسة، إضافة لآخر مات قبيل الحرب بأيام فقط.
ففي يوم 24 مارس، تم الكشف عن “انتحار” الملياردير فاسيلي ملنيكوف في نيجني نوفغورود، غربي روسيا، بعد أن طعن زوجته وطفليه، وقد كان يدير مجموعة الأدوية “ميدستوم” “MedStom” التي يقال إنها كانت تعاني من مشاكل اقتصادية خانقة.
وفي 28 فبراير، أقدم الملياردير الأوكراني المولد ميخائيل واتفورد على شنق نفسه في مرآب منزله في سوري، بالقرب من لندن، كما انتحر اثنان من المديرين التنفيذيين لشركة الغاز العملاقة غازبروم الأسابيع التي سبقت ذلك، وهما ليونيد شولمان العضو المنتدب للشركة، وذلك في 30 يناير الماضي ووجد في حمام بيته مع رسالة انتحار بجانبه.
وفي 25 فبراير، أي بعد يوم واحد من شن روسيا الحرب على أوكرانيا، قام ألكسندر تيولياكوف نائب مدير غازبروم بشنق نفسه في مرآب شاليهه بالقرب من سانت بطرسبرغ. وبحسب صحيفة نوفايا غازيتا الروسية المستقلة Novaya Gazeta حضر خبراء الطب الشرعي إلى مكان الحادث قبل أن تطردهم أجهزة الأمن التابعة لشركة غازبروم وتغلق مسرح الجريمة.
وهنا تساءلت لوفيغارو: هل يمكن للعقوبات الغربية على الأوليغارشية الروسية أن تدفعهم إلى الانتحار؟ وهل هناك صلة بين هذه الوفيات التي يمكن أن تكون جرائم مقنعة؟، وتجيب بالقول إنه في سياق الحرب في أوكرانيا، التي تضغط على كبار رجال الأعمال الروس وتفرض عليهم إعادة التأكيد على ولائهم للرئيس فلاديمير بوتين، تثير هذه الموجة من حالات الانتحار تساؤلات، خصوصا أن الروسي الثري رومان أبراموفيتش يزعم هو الآخر أنه تعرض للتسمم بعد اجتماع في أوكرانيا.
ويرى معهد وارسو، وهو مركز أبحاث مقره في بولندا، أن حالات الانتحار المسجلة “مشبوهة” خاصة وأن أربعة ممن ماتوا مرتبطون بشركات كبرى تعمل في قطاع الطاقة الروسي، متسائلا “من فعل هذا ولماذا؟”